الجمعة، 17 مايو 2024

فصاحة العرب.....بقلم...مجدي مختار

 قد تكون صورة ‏نص‏

فصاحة العرب.....
صَبيَّةٌ فصيحة انتزعت إعجاب عَلَم اللغة الأصمعي.
- الأصمعي راوية العرب، وأحد كبار أئمة اللغة والشعر والعلم بالبلدان، إذا قال الكلام أسمع، وإذا أبان أفصح، عرف بكثرة تنقله بين البوادي، جامعاً للعلوم والمعارف. وكان يدخل على الخلفاء، فينثر عليهم من علومه وآدابه، فينثرون عليه من الأموال والعطايا، وقد سمّاه هارون الرشيد "شيطان الشعر".
- بل إنه بلغ به العلم بالرواية والشعر مبلغاً جعل بعض المستشرقين يؤلفون فيه كتاباً، كالكتاب الذي اشتهر باسم "الأصمعيات" للمستشرق الألماني وليم أهلورد.
- وقد روي عن الأصمعي أنَّه قال: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبيَّة معها قِرْبةٌ فيها ماء، وقد انحلَّ وِكاءُ فَمِها، فقالت: يا عم، (أدرك فاها، قد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها)، فأعنتها، وقلت: يا جارية، ما أفصحك!
- فقالت يا عم، وهل ترك القرآن لأحد فصاحة؟ وفيه آية فيها من الأساليب: (خبران وأمران ونهيان وبشارتان)!
- قلت: وما هي؟
- قالت: قوله تبارك وتعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ". [القصص٧]
- قال: فرجعت بفائدة، وكأنَّ تلك الآية ما مرَّت بمسامعي من قبل!. [ لباب الآداب لـ أسامة بن منقذ صـ ٣٢٩ ]
الأساليب في الآية:
- أسلوبان خبريان، هما:
١ - وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه....
٢ - إنَّا رادُّوه إليك وجاعلوه من المرسلين..
- أساليب إنشائيَّة، هي:
- أمران هما: ١ - أرضعيه. ٢ - ألقيه.
- نهيان هما: ١ - لا تخافي. ٢ - لا تحزني.
أمَّا البشارتان، فهما:
١ - إنَّا رادُّوه إليكِ. ٢ - وجاعلوه من المرسلين.
- وهذه الأعرابيَّة، نصبت ورفعت وجرَّت كلمة: " فو "، وهي من الأسماء الخمسة بسليقةٍ ويُسر.
دمتم بكل خير وصحة وسعادة وراحة بال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...