في الأربعين، لم يتغيّر قلبي.
لكن نظرتي إليه خفّت قليلًا… كأنني مررتُ عليه بقطنة مبلّلة بالحذر.
صرتُ أضحك حين أسمع "يناسبك" و"لا يناسبك".
لم أعد أؤمن بعلب الحب الجاهزة، ولا بالمقاسات الموحدة للعاطفة.
أدركت أنني لم أكن غير مفهومة،
بل كنت فقط واضحة… أكثر مما يحتمل الآخرون.
صوتي لم يكن عاليًا، بل صادقًا.
مشاعري لم تكن مبالغًا فيها، بل حقيقية.
ورغبتي في أن أُعامَل ككاملة، لم تكن غرورًا — بل استحقاقًا.
أكتب أقل، لكن حين أكتب… أخلع جلدي.
لم أعد أمسك القلم لأُفرغ نفسي، بل لأكشفها.
صرت أعرف متى ألجأ إلى الوحدة، ومتى أختبئ خلف العزلة.
وأعرف أن الكثرة التي في داخلي… ليست عيبًا يحتاج إصلاحًا،
بل كنزًا يحتاج من لا يخشى الغوص فيه.
وفي اللحظات النادرة التي تراودني فيها رغبة العاديّين،
أبتسم، وأتذكّر:
لو كنتُ كذلك، لما كتبت.
ولما نجوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق