الثلاثاء، 17 يونيو 2025

الغراب .... بقلم: فتحي الصيادي

 

الغراب
بقلم: فتحي الصيادي
كان هناك غراب
قائدٌ لجماعته
ذو شخصيةٍ فذّةٍ واثقة
مركزيُّ القرار
يأبهُ الافتخار
لا يُبالي بالقيلِ والقال
ولا بكثرةِ السؤال
ذكيٌّ فوقَ جماعته
يسمعُ همسَ الغربانِ الخفي
يشكونَ الأنام
ويَخْشَونَ الكلام
يقولون:
"إذا كان الغرابُ دليلَ قومٍ
أدلّهم على الغرائب"
ويتشاءمونَ من طلعته
كذبوا الأنام
على ما اقترفوا من إجرام
وصلتْ همساتُهم إليه
فتألمَ لشكواهم
وقرّرَ أن يستبين
وفي داخله حزنٌ دفين
وقف أمام المرآةِ بثقة
لأوّلِ مرة
وضحك كثيراً وقال:
"ربما يحقُّ للأنام
فالسوادُ في الوجوه
تشمئزُّ له النفوس
من أوّلِ وهلة
ربما طبيعةٌ
أو هواجسُ مرض"
لكنه لم يستسلم
طلب منهم اجتماعاً
وهو يروح ويأتي
يتبسمُ… وأحياناً يضحك
لثقتهِ العالمية، وذكائهِ المحكم
وقف وقال:
"ما سمعتهُ هراءٌ في هراء
ورأيُ المفلسِ المريض
فاللهُ خلق البلبلَ جميلاً
يتمايلُ ويتباهى
وخلقني كذلك، في حكمةٍ وسُبحان
ومشيئتُهُ في تنوعِ الخلق
تُظهرُ قدرته
في أنواع الكائنات
لا في وهمِ الأشكال والتسميات
نحن لنا شواهد
والتاريخ يشهدُ بالذكاء
علّمنا فيه الأنام
حين حار
وكان الجرحُ سقام
كيف يواري سوءته
وشهدَ لنا آنذاك
فإنْ تنكّرَ اليوم
فذاك سوءُ نفسٍ
ليس عليها لون
يا بني آدم!
لا تحكمْ جزافاً
وأنت في خلقِ الله وضيع
فحكمُك في النسيجِ رقيع"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...