تم تدقيق قصيدة ( تبحثان عني )
كلمات شاعر النون حمدي عبد العليم
بمعرفة الشاعرة و القاصة / هدى عز الدين
.......................
تبحثان عني...؟!
بقلم: حمدي عبد العليم
من أخبرها أنني
هنا؟ فهي قادمة
من أمامي، والبحر
من خلفي، وبيننا
زغبُ غُبارِ الاختلاف.
خبأتُ وجهي منها
حتى لا تراني،
وسألتُ اللهَ ربِّي:
إن رأتني، فامنحني
الصبرَ عليها... للإنصاف.
والآن، لا مفرَّ منها، فقد
رأتني، وخطاها نحوي.
قزَّمتني! لا بد أن أبتسم
في وجهها، فهي عصبية
جِدًّا، وهذا النوع من
النساء أصعبُ الأصناف!
لكني لا أعرف ماذا أفعل،
فهي — رغم كل أفعالها معي —
تقييمها بالحسنات يساوي
السيئات، ويُضرَب بيني
وبينها سورٌ حاجبٌ، كمثل
السور الذي بين الأعراف.
والوقت غير مناسب أيضًا،
فحبيبتي التي عرفتها
بعدها على وشك الوصول.
ولو ضبطتني أتكلم
معها، ستهبُّ بينهنَّ معركة
كأنها حلبة مصارعة!
ولا أعرف من سيفوز
في النهاية بلمس الأكتاف!
والسؤال...؟
لو أحدُكم، يا سادة،
كان مكاني في هذا المأزق،
ألا يدلني...
ماذا كان سيفعل؟
وماذا كان سيحصل
لو حاول فضَّ الاشتباك
بين الطرفين، وهو العاملُ
المشترك... وثالثُ الأطراف؟!
وللعلم، يا سادة،
رغم أنني سأكون السببَ
الرئيسيَّ لهذا الخلاف،
ورغم أن الجنازة حارَّة،
إلّا أنني — أنا الميت — ما بي
نفعٌ لا لهذه ولا لتلك!
ولكن... لا تعلم إحداهنَّ
ذلك! فأنا كالصَّحنِ الفارغ،
و(الخازوق)...؟
من لديها منهنَّ خبزٌ ناشفٌ
لن يُبتَلَّ بخُضاري... فوالله،
ستأكله بلا إدام... وحاف!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق