(رجال حول الرسول)
(عبادة بن الصامت نقبب في حزب الله)
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
*عبادة بن الصامت بعد كونه من الأنصار فهو واحد من زعمائهم الذين اتخذهم الرسول نقباء على اهليهم٠٠ وحينما جاء وفد الأنصار الاول إلى مكة ليبايع الرسول على الاسلام تلك البيعة المشهورة ب (بيعة العقبة الأولى) كان (عبادة بن الصامت) أحد الإثني عشر مؤمنا الذين سارعوا إلى الإسلام وبسطوا ايمانهم إلى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم مبايعين وشدوا على يمينه مؤازرين ومسلمين٠ وحينما كان موسم الحج في العام الثاني مكونا من سبعين مؤمنا ومؤمنة كان (عبادة بن الصامت ) من زعماء الوفد ونقباء الأنصار ٠٠وكانت تضحياته للإسلام يشار إليها بالبنان حيث كانت عائلة (عبادة ) مرتبطة بحلف مع يهود بني قينقاع بالمدينة ومنذ أن هاجر الرسول وحدثت معركة بدر وأحد أخذ إليهود يتمردون وتنشب اظافر الفتنه ويرى (عبادة ) لابد من موقف حاسم يشهد ولائه للإسلام والرسول ويفسخ عهده مع اليهود قائلا:((إنما اتولى الله ورسوله والمؤمنين)) فيتنزل فيه قرآن لموقفه المشرف والشجاع لولاءه قائلا في آياته:((وَمَن یَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ))لقد أعلنت الآية الكريمة قيام حزب الله وحزب الله هم اولئك الذين ينهضون حول رسول الله برايات الحق والهدى٠٠ وهكذا فإن الرجل الذي نزلت فيه الآية الكريمة تحي موقفه المشرف للإسلام وقد أصبح (عبادة بن الصامت) نقيب عشيرته من الخزرج رائدا من رواد الاسلام ٠٠وقد سمع ذات يوم الرسول صل الله عليه وآله وسلم يتحدث عن مسؤلية الأمراء والولاة ٠٠فزلزل زلزالا شديدا وأقسم بالله ألا يكون أميرا على اثنين ابدا٠٠ ولقد بر بقسمه ٠٠وفي خلافة عمر بن الخطاب لم يستطع أن يحمله على قبول منصب ما٠٠الا تعليم الناس وتفقهم في الدين٠٠ مبتعدا عن آثار الثراء والسلطان المحفوفة بالمخاطر على النفس وهكذا سافر إلى الشام وكان ثالث ثلاثة ٠٠هو ومعاذ بن جيل وأبو الدرداء حيث ملأوا البلاد علما وفقها ونورا٠٠ وسافر بعدها إلى فلسطين حيث ولى قضاءها في عهد (معاوية بن أبي سفيان) ولقد رأى في معاوية بن أبي سفيان رجل يحب الدنيا وبعشق السلطان٠٠وعبادة بن الصامت من الرعيل الاول في الاسلام الذي اصقلته التضحية والتجارب٠٠ وزادت الشقة بين (عبادة )و (معاوية) وسيكون الصدام محتوما وقد كان (عبادة ) يقول:،((بايعنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ولم نخاف في الله لومة لائم)) وعبادة بن الصامت خير من يفي بالبيعة. ٠٠فهو لم يخشى معاوية بكل سلطانه وسيقف بالمرصاد لكل أخطائه ٠٠ ولقد شهد أهل فلسطين عجبا من هذا البطل ورآى أهل فلسطين من المنازلة بينهما فقال (عبادة) (لمعاوية):((والله لا اساكنك أرضا واحدة ابدا)٠٠فترك فلسطين عائدا المدينة وكان عمر بن الخطاب شديد الفطنة فلم يكد خليفة المسلمين يبصره عائدا فسأله:((مالذي جاء بك يا عبادة؟؟)) ولما قص ماكان بينه وبين معاوية قال له عمر: ((ارجع الى مكانك فقبح الله أرضا ليس فيها مثلك)٠٠ثم ارسل كتابا إلى معاوية يقول فيه:((لا إمرة لك على عبادة))٠٠اجل عبادة امير نفسه ٠٠ولقد كان عبادة بن الصامت عزيزا في إيمانه وفي استقامة ضميره وحياته٠٠ وفي العام الرابع والثلاثين توفي بالرملة في فلسطين هذا النقيب الراشد من نقباء الإسلام تاركا في الحياة عبيره وشذاه ٠
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
المصادر/رجال حول الرسول/ خالد محمد خالد
الكامل في التاريخ/ابن الأثير
الصواعق المحرقة
خلفاء الرسول/خالد محمد خالد
مناقب الصحابة /صحيح مسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق