الخميس، 6 مارس 2025

باحتصار ... بقلم د٠احمد حافظ الكاتب والناقد

 قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

باحتصار ...
بقلم د٠احمد حافظ الكاتب والناقد
لماذا يرفض الله الواسطة في الدنيا ويقبلها في الآخرة ؟
إن حياة البشر مملوءة بالمتناقضات ونقبلها عندما تكون هذه المتناقضات في صالحنا ونرفضها عندما تكون ضدنا ولتبسيط المعني فإننا نسعي جميعا لأنفسنا وأولادنا أن يكونوا في أفضل حال وأفضل مراكز في الحياة العملية والمادية ولا يشغلنا كيفية الوصول لذلك فالأغلبية العظمي منا نسعي للحصول علي الوظائف العالية إجتماعيا وماديا بكافة الوسائل من وسائط أو رشوة - وطبعا إلا من رحم ربي - دون النظر أننا نستحق تلك الوظائف أم لا ودون النظر أننا نتعدي ونسرق تلك الأماكن من أناس أفضل منا بكثير ويستحقون تلك المكانة لأنهم الأجدر وبفعلنا الشنيع ذلك نقضي علي أحلامهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم دون أن نشعر أننا إشتركنا في جريمة كبري تدمر المجتمع إقتصاديا وحضاريا وإجتماعيا وننشر الأمراض النفسية ونزيد من الإرهاب والجريمة لأننا خلقنا طبقة تشعر بالظلم والإضهاد وتريد أن تنتقم لنفسها وهذا شعور طبيعي جدا فالذي سرق المكانة المرموقة والدخل الكبير يقول أن الله سبحانه وتعالي خلق طبقتين الغني والفقير وعلي الطرف الآخر أن يتقبل أنه كتب في صفحته عند الخلق أنه فقير فلماذا يشعر بالحقد والحسد ؟ والطرف المظلوم يشعر بأن الطرف الأول سرق حقه وأنه مجرم ولا بد من الإنتقام منه والقليل منهم يلجأ للإلحاد حيث يشعر أنه لا يوجد رب لأنه تعرض لذلك الظلم ولم ينقذه وينسي الطرفان أن الله العادل خلق الخير والشر وترك للإنسان حرية السير في الطريق الذي يختاره لأنه في النهاية سوف يحاسب كلا منا في كل صغيرة وكبيرة ولكن قدرة الإنسان علي الصبر ضعيفة جدا بالرغم أننا نعلم جميعا أن من أبواب الجنة باب الصبر ونريد من الله أن يأخذ حقنا فور حدوث الظلم لنا ولكننا ننسي ونتناسي أننا جميعا نخطيء ولو حاسبنا الله علي أخطائنا فور حدوثها لفنيت الأرض جميعا ولكن الله يؤجل الحساب في الدنيا كي نعود إلي صوابنا ونتذكر الله فنصحح كل الأخطاء التي قمنا بها ومن لم يفعل ذلك فإن حسابه يوم القيامة سيكون عسيرا . أما الحديث عن الواسطة المحمودة يوم القيامة والتي يرحب بها الله فهي الواسطة من شخص صالح يدخل الجنة ويقول له الرحمن ألديك طلب ؟ فيقول الصالح لي صديق أحبه في النار وأريده معي في الجنة فيأمر الله ملائكة النار بإحضاره ودخوله الجنة فيتعجب أهل النار ويسألون الرجل الذي إنتقل من النار إلي الجنة هل حصلت علي شفاعة الله ؟ فيقول لا .. هل حصلت علي شفاعة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ؟ فيقول لا .. ثم هل أحد الصحابة ؟ فيقول لا .. ثم يحتارون ويقولون له من إذا ؟ فيقول الرجل حصلت علي شفاعة صديقي الصالح الذي دخل الجنة وقد قبلها الله ورحب بها . وهنا نتسائل جميعا لماذا رفض الله وساطة الدنيا وقبل وساطة الآخرة؟ لأن وساطة الدنيا بين عبدين من البشر أجرما في حق الإنسانية . أما وساطة الآخرة فهي بين العبد الصالح وربه . وما أعظمها واسطة.. فليبحث كلا منا عن صديق صالح ويتمسك به فلعله المنقذ لنا من عذاب الآخرة .
اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...