حول فضل الصيام
عن أبى أمامة – رضي الله عنه – قال: قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ، قالَ عليكَ بالصَّومِ؛ فإنَّهُ لا عدلَ لَه، قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ، قالَ عليكَ بالصَّومِ؛ فإنَّهُ لا عدلَ لَه" (النسائي)
- في هذا الحديث دلالة علي أهميَّة الصَّوم من بين العبادات الأخرى، ونري هذه الأهميَّة في أنَّ الله – سبحانه وتعالي – اختصَّه لنفسه من بين كلِّ العبادات، فقال: " كل عمل ابن ادم له إلا الصِّيام فإنه لي وأنا اجزي به".
- من خلال الحديث أيضًا يتبيَّن لنا قيمة الصِّيام عند الله - عز وجل - فإذا كان الإنسان يؤدِّى بقيَّة الفرائض، فإنَّما يؤديها لله - عز وجل - ولكن، ما معنى أن ينسب الله - سبحانه وتعالي - الصِّيام لنفسه؟
هذا يرجع لسببين:
١ - لما يتوافر في هذه العبادة من السريَّة التامَّة بين العبد وبين ربِّه؛ لأنَّ كلَّ العبادات الأخرى تكون بمرأى ومسمع من الناس، فقد يدخلها الرياء، أمَّا الصَّوم ففيه من السريَّة ما يمنع الرِّياء، وقال الأمام أحمد: "لا رياء في الصوم".
٢ - بالصِّيام نقهر عدو الله الشيطان؛ لأنَّ الإنسان يتعرَّض للجوع والعطش، وبالتالي تضعف قواه، وعليه تضعف شهوته، وإذا ضعفت الشهوة نام عنه الشيطان؛ لأنَّ تصفيد الشياطين في شهر رمضان معناه ضعف قوى البشر ممَّا يؤدِّى إلى ضعف شهواتهم، وإذا لم يجد الشيطان مرتعه في الإنسان وهو الشهوات فإنَّما يبقى مهزومًا مخذولًا، وفي هذا هزيمة له ونصرة لله - عز وجل - وقال تعالي : " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
- لهذين السَّببين خصَّ الله - سبحانه وتعالي - الصِّيام لنفسه، وجعل جزاءه بغير حساب، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصِّيام فإنَّه لي، وأنا أجزى به؛ لأنَّ الصَّوم يدخل في نطاق الصبر وقال تعالي : " إنَّما يُوفى الصَّابرون أجرهم بغير حساب".
تقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق