(( رجال حول الرسول. ))
((عمرو بن الجموح ))
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما*
أنه الصحابي الجليل صهر عبدالله بن عمرو بن حرام إذ كان زوج لأخته (هند بنت عمرو)٠٠وكان (ابن الجموح)واحدا من زعماء المدينة وسيدا من سادات بني سلمة٠٠ سبقه إلى الإسلام ابنه (معاذ بن عمرو) الذي كان أحد الأنصار السبعين أصحاب( بيعة العقبة)٠٠وكان (معاذ بن عمرو ) وصديقه( معاذ بن جبل) يدعوان للإسلام بين أهل المدينة في حماسة الشباب ٠٠وكان من عادة الاشراف يتخذون في بيوتهم اصناما للعبادة وعمرو بن الجموح باعتباره من الاشراف كان قد اصطنع صنما في داره واسماه (مناف) واتفق ابنه (معاذ بن عمرو) مع صديقه( معاذ بن جبل) أن يجعلوا من الصنم سخرية ولعبا٠٠وكانوا يدلجان عليه ليلا ويطرحانه في حفرة ويطرح الناس فيها فضلاتهم عليه ٠٠ويصبح (عمرو بن الجموح)فلا يجد صنمه(مناف) في مكانه ويبحث عنه ويجده مطروحا في تلك الحفرة فيثور ويقول من فعل هذا وعدا على آلهتنا٠٠ ثم يغسله ويطيبه فإذا جاء ليل جديد يفعل المعاذان(معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل) نفس العمل بالصنم حتى إذا سئم (عمرو بن الجموح)سيد بني سلمة جاء بسيفه ووضعه في عنق (مناف)الصنم وقال له إذا كان فيك خير دافع عن نفسك٠٠!!! فلما أصبح الصباح لم يجده في مكانه ووجده بالحفرة بل ومشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق ٠٠وراح وهو في غضب شديد حتى التقى بالذين سبقوه بالإسلام من سادة بني سلمة ويرشدونه إلى الدين الحق وما جاء به محمد من رسالة السماء وإذا بهذا البطل يسلم ويطهر ثيابه ويأخذ مكانه بين المؤمنين٠٠سأل رسول الله صل الله عليه وآله وسلم جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو بن الجموح من سيدكم؟؟ فقالوا: (الجد بن قيس) على بخل فيه٠٠ فقال النبي عليه الصلاة والسلام (واي داء ادوى من البخل!!!٠٠بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح)) فكانت اعظم تكريم لهذا البطل وفي هذا قال فيه شاعر الأنصار:
فيسود عمرو بن الجموح لجوده***وحق لعمرو بالنظر أن يسودا٠
اذا جاء السؤال اذهب ماله***وقال: خذوه أنه عائد غدا٠
وكان يجود بماله وروحه وبحياته٠٠ ولكن كيف السبيل؟؟ ٠٠وان في ساقه عرجا شديدا مما يجعله غير صالح للاشتراك في قتال المشركين ٠٠وان له أربعة اولاد كلهم مسلمون ورجال كالاسود ولقد حاول أن يخرج يوم (بدر) لكن أولاده توسلوا للنبي صل الله عليه وآله وسلم أن لايخرج لانه (أعرج ) فعفاه النبي من القتال لانه أعرج وامره بالبقاء في المدينه وجاءت معركة أحد فذهب (عمرو بن الجموح)إلى النبي يستأذنه في قتال المشركين وامام إصراره وتوسله فيأذن له النبي وهو يقول:((يارسول الله بني يريدون أن يحبسوني عن القتال والخروج معك٠٠٠((ووالله اني لا ارجو ان أخطر بعرجتي هذه في الجنة)) وامام إصراره يأخذ مكانه بين الابطال ويصرخ باعلى صوته((اللهم ارزقني الشهادة ولا ترجعتي إلى أهلي))٠٠وجاء كما ينتظر البطل لضربة سيف اومضت بريقه ساعة الزفاف ٠٠٠زفاف شهيد إلى جنات الخلد وفردوس الرحمن٠٠ وبعد انتهاء المعركة وإذا بالمسلمين يدفنون شهدائهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام ((انظروا فاجعل ا عبدالله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد فإنهما كانا متحابين في الدنيا متحابين متصافين)) ودفن الحبيبان الشهيدان في قبر واحد كما أمر رسول السماء ٠٠وبعد مرور ست وأربعين سنة من وفاتهم مر سيل من الماء على قبور الشهداء فسارع المسلمون لنقل رفات الشهداء فإذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا في نقل رفاتهم :((لينه أجسادهم تتثنى أطرافهم وكأنهم استشهدوا توا٠٠وكان جابر بن عبد الله لايزال حيا فذهب مع أهله لنقل رفات أبيه(عبدالله بن عمرو بن حرام)و رفات زوج عمته(عمرو بن الجموح) فوجدهما في قبرها كأنهما نائمان٠٠لم تأكل الأرض شيء من اجسادهما ٠٠٠انهم شهداء العشق الإلهي على طريق الخلود لملاقاة الرفيق الاعلى٠
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق