ظاهرة التليفون في المسجد:
عن أبي سعيد قال: "اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ألا إنَّ كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذيَنَّ بعضُكم بعضا، ولا يرفع بعضُكم على بعض في القراءة - أو قال في الصلاة". رواه أبو داود
- نلاحظ في هذا الحديث أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينهى الناس أن يشغل بعضهم بعضاً عن الصلاة بالصلاة أو بقراءة القرآن فلم يرض - صلى الله عليه وسلم - أن تكون صلاة أحد أو قراءته مشغلة لصلاة أحد.
الخلاصة:
أنَّ الإسلام حثَّ على الخشوع في الصلاة والاستقامة فيها، وما نرى هذه الهواتف المتنقلة إلا سبباً لضياع الخشوع من الصلاة؛ لأنَّ فيه تشويشاً مضراً بروح الصلاة والطمأنينة فيها.
- فننصح الأخوة الذين يملكون مثل هذه الأجهزة ألا يتركوها قابلة للاستقبال في وقت الصلاة، أو أن يجعلوها في وضع الاستقبال الصَّامت لدفع الضَّرر الذي قد يقع على المصلين.
- ويقول د. الشطي: وممَّا يزيد المسلم حسرة أنَّه وهو الذي يحرص على عدم الاستماع إلى مُحرَّم من هذه الأشياء إذا بها تفرض على مسامعه، وأين؟ في بيوت الله المساجد، ومتى؟ أثناء تأدية الصلاة، فينتج عن ذلك انشغال المصلين، والتشويش على الإمام، وربما قطع ذلك عليهم الخشوع والمتابعة، أو الاستمرار في قراءة القرآن.
- وهذا الذي يتلقى المكالمات في المساجد، ويرفض إغلاق جهازه أثناء الصلاة، لا شك أنَّه آثم؛ لأنَّه يشوش على المصلين، ولم لا؟ وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن علو الصوت في المسجد والتشويش على المسلمين ولو بقراءة القرآن، فكيف إذا كان هذا التشويش من هاتف محمول وبموسيقى؟! وقال: وقد يكون ذلك مقصودا، والهدف منه نشر تلك الأصوات المحرَّمة داخل بيوت الله عزَّ وجلَّ.
- استخدام الموبايل في المسجد أو تركه دون وضعه على الصامت اساءة أدب مع بيت الله، وقال تعالى: "مالكم لا ترجون لله وقارا" فكيف، وأنت في بيت الله وبين يدي الله في الصلاة، ونسمع رنَّات لأغاني وموسيقى، ففي سنن أبي داود قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس".
- فإذا كانت الملائكة لن تصحبنا ونحن في بيت الله - عزَّ وجلَّ - فأين ومتى نستطيع أن نكون برفقة الملائكة إذا فشلت في تحقيق ذلك ونحن في الصلاة في بيت من بيوت الله عزَّ وجلَّ؟
تقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق