كبرنا مثل إشاعة في قرية..
لا يؤلمنا التقدم في العمر لأنه أمر محتوم، يؤلمنا أمنيات شابت في قلوبنا ولم تتحقق، حقا كبرنا في العمر ولازلنا نحمل في أيدينا حقائب الأمنيات ، التي تسرقنا دون أن نشعر، لم تسعفنا الأقدار، وبلسم كل الجراح ضرر الإفراط بالأمل، عجزنا عن شراء القليل من الحظ،نتضرع و نخيط بالدعاء شقوق أنفسنا،ظروف صعبة قيدتنا كبلتنا و إغتالت أحلامنا،عجبا لها كأنها ألقيت ببئر يوسف و نحن نرجو لقاء القافلة،بقينا في أماكننا نعد الخيبات ونحصي الفشل، أفلت النجمات ، ولم تتوالى علينا سوى تواريخ الميلاد، نطفئ شموع زماننا كأنه أبهى إحتفال ،كم من الأوجاع رسمتها تلك الخصلات من الشيب،أنشدنا للطبيعة لحنا كالأفراح، فكان لها رأي ٱخر بالأحزان، أجابت وقالت لنا: سوف تتوالى عليكم كل الفصول.
لا يؤلمنا التقدم في العمر لأنه أمر محتوم، لقد أيقنا أن العمر ما هو إلا حكاية تبدأ، وأخرى تنتهي، وكل الأيام تمضي،تؤلمنا تلك الحقيقة التي نكتشف عندما تدرك ، أن الحياة كانت سوى حفلة تنكرية ونحن الوحيدين الذين حضروها بوحوههم الحقيقة، أما الٱن لن تفارقنا فكرة التخلي، لأننا إعتدنا على عيش كل اللحظات السيئة لوحدنا، لم يشاركنا فشلنا أحد ولا إحباطنا أحد، ولم يشاركنا حزننا إلا ألمنا و يأسنا، حتى الأقربون حين شكونا لهم قسوة هاته الحياة، اجتهدوا ولم يقصروا أن يجعلوها أشد قسوة، فما الفرق يا ترى بين الأغراب؟؟!!
لا يؤلمنا التقدم في العمر لأنه أمر محتوم، أيقنا أنه لا شيئ يستحق الإنتقام، فالعدل العدل أن يجعل الله كل واحد ،في نفس التساؤلات التي وضعونا فيها، ليس حقدا بل عدلا، ولقد جاء و حان الآوان على أن نستأصل من ذاكرتنا و ذكرياتنا، كل دمع نزل على خذودنا، ونمحو كل ضحكة مزيفة على وجوه ضنناها تكن لنا خيرا وهي أصل الشرور إلينا
فحقا لا يؤلمنا التقدم في العمر لأنه أمر محتوم، لقد أزلنا تلك النظارات التي وصفها لنا الطبيب لتصحيح و تقويم النظر، لأنه لا شيئ أجمل و يستحق أن نراه بأم أعيننا حقيقي و حق، وسلاما على من مر و ترك أثرا طيبا في حياتنا.
بقلم .. أبو سلمى
مصطفى حدادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق