الجمعة، 9 مايو 2025

فلسفة الموت والحياة بين المبدأ والمعاد الحلقة (٣٤ ) الشيخ: محمد علي درويش

 

فلسفة الموت والحياة بين المبدأ والمعاد
الحلقة (٣٤ )
*****
من المباحث الإعتقادية مبحث التجلي .
فما هو التجلي : التجلي وهو الظهور بل قال بعضهم التجلي من الستر وجاء بمثال قل تجلت العروس التي وضعت أو لبست غطاء شفاف على رأسها .
وحقيقة التجلي مأخوذ من قوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣) الأعراف ،
فقالوا تجلى ربه للجبل اي ظهر ربه للجبل .
واعتبروا انه تعالى يتجلى لخلقه بخلقه اي يظهر لهم كمثلهم . كيف يتجلى للجبل ولا يتجلى للناس .
بالتالي هذا التجلي على فرض صحته اليس تجسيما فكيف يجتمع التجسيم مع التجريد عن الجسمية بل وانتم يذمون المجسمة قالوا : هنالك قاعدة تقول : نفي ما تراه العين وإثبات ما يراه القلب . بمعنى ما يقره القلب أي ما يسلم به من لقن هذا الإعتقاد .
وإذا كان التجلي هو الظهور وهو "كذلك" .
التجلي في اللغة والمصطلح العرفاني :
التجلي هو عرضٌ علنيٌّ للعاطفة أو الشعور، أو شيءٌ نظريٌّ يُصبح واقعًا . يعود أصل التجلي إلى الدين والروحانية، فإذا تحقّق شيءٌ روحيٌّ، يُقال إنه تجلي .
كيفما نظرت إلى التجلي يبين انه ظهور .
هنا نلاحظ نوع من التجلي وهو التجلي الروحاني الذي يعني تححق شيئ روحاني .
وكان التجلي ظهور ذلك الشيء اي الفكرة ومصداقها قال الله تعالى : (وَالنَّهَارِ‌ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾ الليل ،
إذا كشفها واظهر أشياءها للعيان ومشاهدة الابصار وإدراكها بابحواس .
ويقابل التجلي الإظهار قوله تعالى : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾ الشمس ، أي يخفيها يخفي صورها وأشياءها قال تعالى : ( إِنَّ رَ‌بَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ‌ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ‌ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَ‌اتٍ بِأَمْرِ‌هِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌ ۗ تَبَارَ‌كَ اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف ،
فقال قائل منهم التجلي تجلي قدرته تعالى وقال غيره : حيث وجدت القدرة فهنالك القادر فهم بعضهم ان هناك اي القادر ملازم للقدرة وعليه فهم التجلي بظهر الذات . وقد رتب على هذا الفهم اعتقاد ادى إلى شبهة عقائدية تضر بجوهر التوحيد .
سواء قيل بتجلي الصفات او تجلي الذات لا بد من بيان هذه الاشكال من التجليات .
جاء في الدعاء يامن دل على ذاته بذاته ؟ إن الوقف على هذا المقطع يؤدي إلى شبهة لذلك جاء القيد فقال تنزه عن مجانسة مخلوقاته والتجلي بهذا المعنى عنوانه التنزيه والتنزيه داخل في اعتقادهم كلفظ اما كواقع ليس جليا حيث ظهرت الغنوصية في معتقادهم بقولهم بالمؤانسه اي انه تعالى انسهم بان ظهر كمثلهم وإلا كيف سيعرفونه يوم يسقيهم شرابهم لقوله تعالى : ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ‌ وَإِسْتَبْرَ‌قٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ‌ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَ‌بُّهُمْ شَرَ‌ابًا طَهُورً‌ا ) الإنسان ،
نقول : ومن يطعهم ومن يسقيهم ومن يمدهم بالحياة في عالم الدنيا فمن سقاهم في عالم الدنيا هو هو يسقيهم في عالم البرزخ وفي عالم الجنة .
والمسألة ليست مسالة امزجة وقناعات إن المسألة مسألة اعتقاد انه تعالى لا يرى بالعين الباصرة حيث أن للعين الباصرة ضوابط وشرائط محددة أما العين البصيرية مرتبة على اساس العين البصائرية .
وبيان ذلك قول علي عليه السلام : - عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جاء حبر إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته ؟ فقال :ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره . قال : وكيف رأيته قال : ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الابصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان .
الإشكال في التجلي اهو تجلي للقلوب بحقائق الإيمان ام هو تجلي للعيان بمشاهدة العيان .
اما انه تجلى لذاته بذاته فهدا هو عين التجلي بل كيف لا يكون كذلك وإلا صار اثنين وهذا خالف .
وقد تجلت قدرته في إيجاده للوجود وصار الوجود دليلا عليه بما فيه من نظام وحكمة ورسل وعقل وحجج .
وإذا قلنا انه تجلى لخلقه بخلق لهم فهنا تجلت خالقيته للخلق باخلق ولكن هل تجلت قدته في الإماتة ان يموت وهنا وقع الخلط بحث انه اظهر الموت بذاته حيث قال بعضهم انه ظهر بذاته في قباب سبع وكما اظهر ذاته فيها فإنه اظهر فيها الموت لذاته . فكانت القبة الاولى او قل الظهور الاول كان بهابيل
وقد قتله هابيل وكذلك بشيث ويوسف وبيويشع واثف وشمعون وعلي .
وعندما اغلق عليهم الطريق اتوا بفكرة جديدة اي احدثوا حدثا جديدا وهو فكرة الإزالات المثلية وقال شاعرهم :
يا ظاهراً لا تغيب عنا
وباطناً لا تزال فردا
صفاتك الخالقات حسبي
وبابك السلسلي حمدا
ولهذة نفرد بحثا خاصا .
الشيخ: محمد علي درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...