((الثقافة والعلم في منظور الرسول الاعظم)) ((الحلقة الثانية)) إعداد وتقديم أ..السيد جعفر طاهر العميدي

 

((الثقافة والعلم في منظور الرسول الاعظم))

((الحلقة الثانية))

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

*إن جوهر العلم في تقدير رسول السماء عليه السلام عليكم يتمثل في الفقه ٠٠٠الذي بمعناه الذي نتحدث عنه ٠

بيد أن العلم لا ينفصل عن الفقه فهو مادته التي منها يجيء الفقه وتتشكل البصيرة والثقافة ٠٠ والنبي عليه الصلاة والسلام وهو يتحدث عن العلم لايعني ابدا مجرد التحصيل والاختزان ٠٠بل يعني تماما مايعنيه بالفقه والتفقه٠

وإذا كان يرفع من شأن الفقه الذي يرادف مفهومه مفهوم الثقافة فلكي ينبهنا إلى أن كله يجب أن يكون فقها٠٠يجب لن يعكس جلاله وبهاءه ونوره على تفكيرنا وعلى ضمائرنا وعلى مسلكنا٠

ومن ثم فأن الأحاديث التي سنصاحبها الان وهي تتحدث عن العلم وقيمته وفضله ومثوباته إنما تعني ذلك العلم البصير الذي يهب صاحبه نورا ويجعله نورا٠٠ان رسول السماء عليه السلام لايعرف العلم منفصلا عن العمل ولا يعرفه إلا موصولا بغايته وأهدافه ٠٠وغاية العلم خلق إلانسان المتكامل تفكيرا وشعورا وضميرا وإرادة ٠

+++++++++++++++±+

((منقبة مهمة جدا ))

+++++++++++++++++

في توثيق صلة العلم بالعمل للامام ابو حنيفة النعمان رحمه الله بعد استكمال دراسة العلم على يد الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام في مقولته الشهيرة للعارف بالله داود الطائي بعد أن تتلمذ على يديه فقال له :(( يا داود أحكمت الأداة بقي العمل ))وهذا دليل تام على صلة العلم بالعمل ٠٠٠

وهناك مقولة عظيمة للإمام الشافعي في مقولته الشهيرة ((حال رجل في الف رجل خير من وعظ الف رجل في رجل))

يعني إن رجل يطبق احكام علم الشريعة في المعاملات والعبادات في وعظه يؤثر في الف رجل ويصلحهم خير من وعظ الف رجل حاملين علم الشريعة الإسلامية بلا تطبيق عملي على أنفسهم فإنهم لايستطيعون في وعظهم أن يغيروا رجل واحد في الهداية ٠٠

*والان ونحن نستقبل احاديث عميد الرسالة الإلهية صل الله عليه وآله وصحبه وسلم عن تقديره في هذا الموضوع واجلالة العلم وتكريمه والحديث يرويه (ابو مسعود البدري)رضي الله عنه فيقول :(( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ٠٠اي يسوي الصفوف بيده ٠٠((يقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولي الاحلام والنهى٠٠ثم الذين يلونهم ٠٠ثم الذين يلونهم )) أن الصلاة في الاسلام هي ذروته وعموده٠٠وهي قلب العبادة والنسك ٠

ورسول الإنسانية وهو واقف في الصلاة يؤم المسلمين في صلواتهم يجعل الأولوية في الذين يلونه رأسا في صفوف الصلاة لا للاكثرين ورعا ونسكا وعبادة ٠٠بل للأكثرين علما وفقها٠

في قوله:((ليلني منكم أولو الاحلام والنهى )) ليلني منك ذوو العقول الراجحة المتميزة بالعلم وبالحكمة والمعرفة وبعدها عزز وأثنى وقال ((خير الصفوف أولها)) اي يعني أولوا العلم والمعرفة والحفظة لكتاب الله ٠٠

إلى اللقاء في الحلقه القادمه

السيد جعفر طاهر العميدي