((الرسول الاعظم والنفس الباطنة))
(( الحلقة الثالثة ))
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
" وتقوم البواعث الصالحة والنوايا مقام الأعمال حين تحول الظروف دون انجاز الاعمال و ممارستها ٠٠
يقول (انس)رضي الله عنه:
((رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صل الله عليه وآله وسلم فقال لنا:(لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا انفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم٠٠قالوا : يارسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟
قال: حبسهم المرض٠٠))
وهكذا يرفع الرسول النوايا الصالحة الى مستواها الحق ٠٠ فهؤلاء لم يخرجوا إلى الجهاد مع النبي والمسلمين كتب لهم اجر الذين خرجوا وجاهدوا واستشهدوا٠٠
فكيف ظفروا بهذا الأجر وهم لم يغادروا بيوتهم في المدينة ولم تغبر لهم قدم ٠٠؟!!
انها النفس الباطنة والنوايا الخيرة٠ فقد كانت جوانحهم تنطوي على الرغبة والعزم ولكن المرض قعد بهم وحال بينهم وبين مايؤدون٠٠هنالك تقدمت نواياهم الصادقة فملأت الفراغ الذي كان على العمل أن يملأه واظفرتهم بكل ثواب الصالحين والعاملين ٠ أن اهتمامات الرسول بالبواعث والنوايا تبلغ شأوها البعيد في اهتماماته النبيلة الجلية ٠
يحدثنا ابو أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول :(( جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله أرايت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ؛ ٠٠ ماله؟ فقال الرسول : لا شيء له٠٠ وكرر الرجل سؤاله؛ والرسول يقول له لا شيء له ثم قال عليه السلام : أن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه))
ماذا يفسد نوايانا وينحرف ببواعثنا الباطنية عن رؤية الحق الذي يجب أن نعمل له ونعيش دوما في خدمته٠٠؟
انها رؤية الناس وطلب الشهرة والزهور بينهم ٠٠٠ فأنت حين تعمل عملا أو تضحي تضحية من أجل أن تبلغ بهذا العمل أو بتلك التضحية حظوة وجاها عند الآخرين ستكون مضطرا أن تؤدي عملك هذا على النمط الذي اؤلئك الذين تبتغي لديهم الجاه والحظوة وليس على النسق الذي يتطلبه الحق وتتطلبه المقاييس السديدة للعمل ٠ وحين يخضع الحق لأهواء الناس تفسد كل العلاقات التي تصل قوى الحياة بعضها ببعض وتضطرب المقاييس التي تحمي سداد الحياة قوى الزيف ويشبع الزيف والبهتان فتسمى حياة الناس لغوا وفراغا وبلبلة ٠ من أجل ذلك يتقدم رسول الإنسانية فيدمدم على الرياء ويصليه من نقمته و من غضبه والرياء هو الاسم الحقيقي لحالة فقدان الصدق والإخلاص٠٠
٠الى اللقاء في الحلقه القادمه
السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق