حمام الدوح
""""""
حمام الدوح يعرف من أنايا
ويعرف كلّ شبر من خطايا
بريشه قـد تجمّـع كـل لون
من الألـوان يبهـج مقلتـايا
يدوج الأرض يبحث عن ثمار
ليقطفهـا ويهـديني الهـدايا
فلا يخشى المخالب من نسور
ولا الصيّـاد يفلـح بالنـوايا
يراقبني وينظـرني مليّـا
يبادلني التحيّة بالتحايا
يدانيني يلامسني برفق
ويأمنني ولا يخشى أذايا
متى ما إن رآني طار نحوي
وترفعه على كتفي يدايا
ليخبرني يكلّمني بهمس
بما أخفت سرائرها الخبايا
وعن أخبار صبّ غاب عنّي
يحدّثني ويحكي لي حكايا
أداعبه فيصدح بالأغاني
ويطربني يخفّف من أسايا
أحمّله كتابي تحت جنح
ليخبر عن مكاني بالقرايا
وينقل كل أشواقي وحبّي
ويأتيني بأخبـار الصبـايا
مقامي عنده في برح عالي
علا عن كل برج في القرايا
أراقبه على دوحي فيشدو
بصوت مخمليٍّ في سمايا
ليالينـا تقضّت في سرور
وريح الندّ ينفح من هوايا
دعائي أن أراه كـل حين
وأنظره أمامي كالمرايا
وإن غفلت عيوني ذات يوم
أراه بدوحتي يلهو معايا
لأسقيه المصفّى في كؤوس
من الخمر المعتّق بالزوايا
حريٌّ أن أبادلـه همـومي
بصبح كان أو حتّى مسايا
بقلمي ـ محمود علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق