بلدَ التاريخ
مصرُ، يا بلدَ التاريخ،
أربكتِ الزمان، وعلّقتِ اللحظةَ
بينَ نبضتين.
كيف تكونُ الحياةُ جمالًا دونَ حبِّك؟
وأنتِ الملكةُ، على عرشِكِ تتربّعين،
تُخضرّ صحارى العمر،
وتُنسي الغيومَ غربتَها، يا بلدَ المحبّين.
كأنّ النسيمَ يُراجعُ لغتَه
قبل أن يهمسَ باسمِك،
وكأنّ الشمسَ انكسرتْ
لتستريحَ على وجنتيكِ.
أيُّ نجمٍ ضلّ طريقَه
فاختبأ في سمائكِ دونَ رجعة؟
الوجدُ يتألّقُ حينَ يراكِ تبتسمين،
مثلَ نجمةٍ في سماءِ الليل.
توارتِ الكلماتُ خلفَ الصمت،
لكنّ في الداخلِ شوقًا وحنينًا
إلى أرضِك، ومجدِك،
وجودِك، وكرمِك على مرِّ السنين.
رغمَ البُعد، دون أن نطلبَ جوابًا،
نسأل: كيف حالُكِ يا بلدي؟
خلفَ الابتساماتِ التي نُظهرُها،
لكِ في القلبِ شوقٌ صامتٌ لا يجرؤ
أن يُكتب،
مثلَ الريحِ التي تُداعبُ الأشجارَ...
إنها حضارة،
لكنها لا تُلمَسُ أبدًا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق