الثلاثاء، 29 أبريل 2025

قصة ميلاد جاكو الصغير (قصة قصيرة) بقلم الأديبة ..زينة الكندي

 قد يكون فن ‏‏شخص واحد‏ و‏طفل‏‏

قصة ميلاد جاكو الصغير
(قصة قصيرة)
...................................
في يوم جميل شتوي قام الطفل سعيدا فرحا من نومه، فوجد لعبة بجانبه، فرح فرحا
شديدا.. لعبة كبيرة لأول مرة يراها ويلعب بها، وضع يديه في عينيه، هو حقيقة يراها
أمامه، سعيد هو بهذه المفاجأة.
قام في حركات الصغار يتقلب يمينا ويسارا، يغـمض ويفتح عينيه وليرى الشـمس قـد
بزغت من الأفق خافتة، والسكون يعم المكان، ولم يـر سوى كـلاب تعوي في المكان،
ويبتسم فرحا، والثلج يتساقط بغزارة، يا لها من لعبة جميلة يحركها فتتحرك بين يديه
الصغيرتين ....
قام من فراشه وهو يحتضـنها بقوة وهو سعيد منبهر ليخبر والديه من أهداه اللعبة،
خرج وبحـث عن الأهل وإخوته الصغار أيـن هم؟ نظر في أرجاء الكوخ الصـغير وقد
أصابه القلق، نظر من النافذة الصغيرة ليرى هل هم بالخارج، لكنه ظل وقتا يـنظر، ليته
يعلم لمَ تركوه في الكوخ لحاله والباب مغلق .. أين ذهبوا وتركوا معي لعبة؟!! أين هم؟
يسأل حاله وقد أصبح قلقا يبحث في كل مكان في الكوخ الصغير ...
أين هم؟!! بدأ يبكي بكاءً شديدا، وتناظره اللعبة وكأنها حزينة معه كما كانت تبتسم
في السرير معه ....
ينظر إليها وهو يبكي وكأنه يسألها من أتى بك هنا...
والأجواء باردة، هو الشتاء يرسل رياحه والثلج يحيط بالكوخ الصغير من كل الجوانب
وحتى السقف ومدخنة البيت تشتعل ...
لكنها بدأت رويدا رويدا نيرانها تكاد تهدأ، يلملم الطفل الصغير جسده والبرد يكاد يلامس
جسده وهو يبحث عن غطاء له، فالجو شديد البرودة ...
أين هم؟ أين ذهبوا؟ وهو يحاكي اللعبة، وهي تنظر له وتبتسم ليهدأ من الخوف والبرد،
ويسألها: ما اسمك؟ يقول لها: أنا جاك الصغير، وينادونني: جاكو الصغير...
ينتظر من اللعبة أن ترد عليه وهو يراها تبتسم وكأنها ترد عليه ليهدأ من الخوف،
ردد : أنت لعبة صغيرة وأنا أحبك، اسمك هو دورا الجميلة وأنت تسليني ...
سأعلمك كيف تلعبين بالثلج، سأعلمك كيف تلعبين بالكرة، أحب الكرة وعربة التزلج،
وأحب اللعب بالثلج والمطر، لكنني خائف، فقد زاد البرد، فأين أهلي والدي ووالدتي ؟ أين جدي وجدتي؟
أين إخوتي؟!
يبكي ويبكي وقد تعب وهو يضمها، ومن التعب نام الطفل ودموعه في عينيه من
الخوف والسعادة لعبة يحتمي بها، فهو الآن وحيد ...
أفاق من الجوع والتعب والبكاء ...
وهو يرتجف من البرد والخوف وهو يضم اللعبة، وقد فتح الباب ورأى أمامه جده وجدته
وأمه ومعهم خشب وأزهار برية جميلة كثيرة العدد وملابس جميلة، لمَ تبكي جاكو؟! كنا
بجانب النهر والسوق الصغير نجمع الحطب، فالجو بارد وهذا هو ورد وزهور برية
جميلة وثمار وكرز لك، وقد وقفوا أمامه يبتسمون ...
قالت له الجدة: سوف أعمل لك فطائر لك وللعبة...
فرح من المفاجأة، شيء غريب يحصل هذا اليوم ما هو يسأل اللعبة: هل تعلمين ما
يحدث صغيرتي دورا؟!!
تقول له أمه: جاكو، هل عجبتك اللعبة؟ نظر إليها وهو يبكي: أين أنتم؟! لمَ تركتوني
وحيدا في الكوخ مع اللعبة وهو يحتضنها؟! نظرت له أمه وهي تهدئ من خوفه: انظر
للباب هل رأيت شيئا جاكو؟
نظر جاكو بتلهف وهو يقول: آه وهو سعيد ما هذا؟
راى والده وإخوته يبتسمون ويحملون له قالبا من الحلويات وشموعا وهدايا، وهذه
عربة ليلعب في الثلج وهو سعيد، قام يركض بفرح نحو إخوته ووالده يحتضنهم لمَ كل
هذا؟ وهو فرح وكأن اللعبة سعيدة معه ...
إنه عيد ميلادك جاكو اليوم وهي مفاجأة لك ...
لأول مرة يسمع هذه الكلمة الجميلة وقد رأى أطفال القرية سعيدين بها وبدأ يقفز ويقفز
وهو يحتضن اللعبة... وأضاءت الأنوار في الكوخ الصغير الجميل وخارجه وأقيمت
حفلة جميلة لجاكو الصغير وأشعلوا 5 شمعات ـ عمره ـ وهو سعيد وكعكة وضعت عليها
اسمه الجميل كل عام وأنت بخير جاكو الصغير.
زينة الكندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...