/// أقاصي الخرابِ ..
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أَكَلَ السرابُ جوعي
شربَ الطريقُ خطايَ
ركِبَتْ دمعتي على ظهري
وأمرَتْني
أنْ أبتاعَ لها الفرحةَ
منذُ يومِها وأنا
أختبئُ عن قصيدتي
لكي لا ترثي وطني
أشعَلتُ صمْتِي
أحرقْتُ ذكرياتي
أوقدْتُ عجزي
فجَّرتُ رحيلي
وانطلقتُ إلى أقاصي خرابي
أبحث عن أسوارِ هزيمتي
لأفتحَ الأبوابَ على نزيفِ بلادي
عاركْتُ الفاجعة
ساومْتُ الرّمادَ
تحدَّيتُ زَلازِلَ الحنينِ
أعاصيرَ اللهفةِ
براكينَ اللوعةِ
لكنَّ نزقَ الانتظارِ داهمَ غُربتي
وحوَّلَ أشرعةَ الرؤى إلى جنونٍ
أنامُ وتستيقظُ هواجسي
أغفو وتثِبُ صرختي
أرقُدُ وتصهَلُ أسئلتي
صارتْ مدينتي بلا مأوىً
غدتْ سمائي بغيرِ سحابٍ
تسلَّقَ اللصوصُ إلى القمرِ
وذبحوهُ من ضوئِهِ
قبضوا على موجِ البحرِ
وأودعوا الشطآنَ المعتقلَ
شنقوا النسمةَ
سلخوا البسمةَ
استباحوا شرفَ الوردةِ
اغتصبوا البياضَ
قتلوا الحمامَ
استبدلوا الوطنَ بالجحيمِ
وباعوا الندى لشفاهِ الحرائقِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق