أَضوَاء تكلفت بِكِتْمَان ، مَا يَكُنْ بحوزتها ؟ سُكُون فِى سَاعَة لَيْلِيَّةٌ ، مَرَّت نَحْو الزَّمَن بِالسّرِيّة ، حَتَّى مِنْ ذَاكَ الْعَدّ التنازلي ، يتسألون عَنْ الْغَائِبَةِ ، مُحَيَّر ذَلِكَ الْأَمْرِ ، الَّذِي ظَهَرَ الْأَب بِكَامِل قُوَّتِه ، وَعَنْه غَابَت الْخَادِمَة فِى غُمُوضٌ ، عِنْد التَّلَاهِي .
الْمِسَاحَة الشَّاسِعَة وهولة الْمَسْكَن مِنْ مُدْخَلِة الْكَبِير وصحنة الْوَاسِع ، فَضْلًا عَنْ غَرْفَة الْمُتَعَدِّدَة ، كَانَ لَهُ الدوْر فِى تَفَنَّن الْغَرَابَة وغياب الْآخَرِينَ عَنْ بَعْضِهِمْ فِى التَّلَاقِي .
لَمْ يَسْتَمِرَّ الْأَمْر كَثِيراً ، حَتَّى كَانَتْ أَقْدَام الْمُحَقِّق تَحْتَك بِأَرْضِية الحَدِيقَة الْخَلْفِيَّة الَّتِى كَانَتْ تَمْتَدّ بمساحتها ، جُثَّة الْخَادِمَة الهامدة ، تَفاجَأ الْجَمِيع بِالْأَمْرِ الّذِي أَخَذَهُ رَبُّ الأُسْرَةِ بالغرابة ، متسائلاً بِالْحُضُور مَا حصدتة الْخَادِمَة مِنْ شَرِّ ، لِيُحْدِث لَهَا ذَلِكَ ، مَيْتَة قَاتَلَة بالكاموميل السَّام .
أَظْهَر الْأَب باِهْتِمام حَاسِم ، وتوجس عِنْدَمَا سَئله الْمُحَقِّق :
كَان مشروبي الْمُفَضَّل ، لَكِنِّي عُودت عَن رأيِ بِالرَّفْض لإحتساء الْمَشْرُوب فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ
ارْهَن الْمُحَقِّق :
إذَا تجرعت الْخَادِمَة الْمَشْرُوب نِيَابَة عَنْك بَعْد رفضك إيَّاه
أُعْرِب الْأَب باهتزازة مِنْ رَأْسِهِ تُؤَيِّد الْمُحَقِّق فِى رَأْيِه .
حَتَّى باح جَلَال الِابْنِ الثَّانِي ل(جلال الدين) مُتَذَكِّرًا تِلْكَ اللَّيْلَةِ :
جَمْعَ أَبِي أَحَدُ الْأَقَارِب فِى تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، بِوُجُودِيّ أَنَا وَأَخِي جَابِر والخادمة .
ناورة الْمُحَقِّق بِسُؤَال :
مَنْ أَحْضَرَ فِنْجان الكاموميل لِلْأَب ؟
قَالَ جَلَالُ :
أَنَا مِنْ قُمْت بِإِحْضَارِه .
نَظَرٌ نَحْو الْبَرَاح يَتَذَكَّر تِلْك الْأَحَايِين قَائِلًا باِهْتِمام :
شَعَرْت بالانزعاج حِين رَنّ الْهَاتِف ، سَاعَة مُتَأَخِّرَةٌ لَا يَجُوزُ بِهَا الْمُتَحَدِّث أَن يهاتف الْآخَرِين فِى نعاسهم اللَّيْلِيّ ، حَتَّى أَعْلَنْت نَفْسِي الِاهْتِمَام الَّذِي دَفَعَنِي للاستعلام عَن مُتَحَدَّث الْهَاتِف ، وتعجبت ، كَان أَخِي ( جَلَال الدين) مِنْ فَوْرِ ذَلِكَ أَعْلَن حُضُورِيٌّ فِى الْيَوْمِ الثَّانِي .
خَرَج الْمُحَقِّق عَن صَمْتُه بِكَلِمَات ، كَأَنَّهَا تعرت مِن سَتْرهَا بِبُطْء :
لِمَاذَا طُلِبَ حُضُورِك ؟ !
قَالَ شَقِيقٌ (جلال الدين) بِبَساطَة :
كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَازَل لِى عن أَمْلَاكِه بِشَرْطِ رِعَايَةِ انجالة بَعْد رَحِيلِه .
عَاد الْمُحَقِّق مِنْ جَدِيدٍ :
هَلْ هُنَاكَ عَلِمَ لِلْآخَرِين بِذَلِك ؟
قَال الْأَخِير :
لاَ أَعْتَقِدُ .
جَلَس الِابْن الصْغَير متوترا يَتَذَكَّر تِلْكَ اللَّحْظَةَ :
لَم اتمكن مِن تَجْمِيع الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ ، إنَّمَا سَمِعْتُ مَا اعْتَبره رَبَط الْكَلِمَات بِبَعْضِهَا ، عِنْدَمَا سُئِلْت أَخِي الْكَبِير ، هَمَد مِن انْتِصَابِه مُؤَكَّدًا بِصُعُوبَة :
لَقَد ضَاعَت أَحْلَامَنَا ، حَاوَلَت الِاسْتِفْهَام مِنْه ، صَار مُتَجَمِّدٌ الْمَلاَمِح ، الَّتِى لَا تَرْشُد بِأَيّ مَعْلُومَة
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ مُعْتَبَرٌ الْأَمْر نَتِيجَة لِعِدَّة إحْدَاث :
اعْتَقَدَ أَنَّ الِابْنَ الْكَبِيرَ ، كَانَ يَعْلَمُ بِذَلِكَ .
تَعَقَّبَ الْمُحَقِّقُ :
الْحَقَائِق تَقُولُ ذَلِكَ ، أَمَّا الْأَدِلَّة ؟ !
اِبْتَسَم الْمُحَقِّق وَهُوَ يَقْرَأُ عِدَّة أَوْرَاق :
عِدَّة بَصَماتٌ ، كَانَت بفنجان الكاموميل ، بَصْمَة لِلْأَب الَّذِي لَامسٌ الفنجان وَتَرَكَه ، وبصمة لِمُقَدّم الفنجان وبصمة للخادمة .
جَهَر الْمُحَقِّق بِالنَّصْر :
إذَا الْقَاتِلَ هُوَ مِنْ قَدَّمَ الفنجان
قَالَ الطَّبِيبُ مُتَأَسِّفًا :
لَلْأَسَف لَا
عَاد الطَّبِيب يُشْرَع فِى لَغَطِة :
حَلْقِة مُقْفَلَه مُبْهَمَة بِلَا مَفَاهِيم
قَالَ الطَّبِيبُ :
هُنَاك بُورُه مِن الضَّوْء
تَنَبَّه الْمُحَقِّق :
آلِيا بِهَا
كَانَتْ لَيْلَةُ قَاسِيَة ، عِنْدَمَا تَشَاجَرَت مَعَ أَبِي بِشَأْن ، بِمَا لَا يُعْجِبُهُ بشأني ، عَنْ ذَلِكَ شَعَرْت بالآسي وَنَتِيجَة دُوت بِخَاطِرِي ، ترقبتة نَظِير رَدّ فَعَل لمجريات الْأَحْدَاث
وَقَد . . حَدَث ، تَحْدُث أَبِي لشقيقة ، طَالِبًا مِنْهُ إحْضَار الْعُقُود الَّتِى بِهَا يَتَنَازَل لَهُ عَنْ أَمْلَاكِه نَظِير الْوِصَايَة .
قَالَ الْمُحَقِّقُ يَسْتَكْمِل حَدِيث الِابْنَ الْكَبِيرَ :
شَعَرْتَ أَنَّ ضَاعَتْ الْأَحْلَامُ .
تَمْتَم الِابْنَ الْكَبِيرَ :
بِذَلِك ، لَقَد ضَاعَت بِالْفِعْل .
الطَّبِيب الشَّرْعِيّ بوفاض أَخِير :
النِّهَايَة الْمُتَوَقَّعَة لِلْأَفْعَال الْمَشِينَة ، دَائِمًا تَكُون بِفَرْض الجَرِيمَة نَفْسَهَا عَلَى سَاحَة الصِّرَاع .
الْمُحَقِّق :
مَاذَا عَنْ الِاعْتِرَافِ الْكَامِل ؟
الطَّبِيب :
لَمْ يَكُنْ بِالْيَد حِيلَة ، خَرَج الِابْنَ الْكَبِيرَ عَنْ وَعْيِه ، مستخلصا نِهَايَةٌ القصيد
الْمُحَقِّق يُتَابِع بنظارتة ، يَسْتَمِع لِطَبِيب :
أَحْضَر فِنْجان الكاموميل السَّاخِن بِعَضُ أَنَّ وَضْعَ بِه السُّمّ ، ثُمَّ بَعَثَهُ بِوَاسِطَة أَخِيه الصَّغِير ، بَعْدَ مَسْحِ بَصَماتِه ، اعتقاداً أَن أَبِيه سَوْف يُرَحِّب بِذَلِك
الْمُحَقِّق بِعَيْنَيْه وكفوفة :
لَكِنَّه رَفَض
الطَّبِيب يَسْتَكْمِل :
أَخَذَتْه الْخَادِمَة متجرعة إيَّاه ، وَكَانَت نِهَايَتِهَا بِالحَدِيقَة الْخَلْفِيَّة ، لَا يَعْلَمُ عَنْ وُجُودِهَا إلَّا بَعْدَ عِدَّةِ سَاعَات
الْمُحَقِّق يتنهد بِصُعُوبَة وَيَفِي بِأَمْر الْمُعَانَاة :
كَمْ مِنْ القَراَرَات الْخَاطِئَة الَّتِى كَانَتْ ضحاياها ، لَا يَسْتَحِقُّونَ الْمَوْت
الطَّبِيب :
أَنَّهَا فِى النِّهَايَة إقْدَار
الْمُحَقِّق :
نَتِيجَة لِسُوء الْفَهْم وَعَدَمُ التَّصَرُّفِ الصَّحِيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق