الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

قصة الجريمة ... ( قصة ) بقلم الأديبة ...عبير سلطان

 


قصة الجريمة ...
لَمْ يَسْتَمِرَّ الْأَمْر كَثِيراً ...
بقلم عبير سلطان
أَضوَاء تكلفت بِكِتْمَان ، مَا يَكُنْ بحوزتها ؟ سُكُون فِى سَاعَة لَيْلِيَّةٌ ، مَرَّت نَحْو الزَّمَن بِالسّرِيّة ، حَتَّى مِنْ ذَاكَ الْعَدّ التنازلي ، يتسألون عَنْ الْغَائِبَةِ ، مُحَيَّر ذَلِكَ الْأَمْرِ ، الَّذِي ظَهَرَ الْأَب بِكَامِل قُوَّتِه ، وَعَنْه غَابَت الْخَادِمَة فِى غُمُوضٌ ، عِنْد التَّلَاهِي .
الْمِسَاحَة الشَّاسِعَة وهولة الْمَسْكَن مِنْ مُدْخَلِة الْكَبِير وصحنة الْوَاسِع ، فَضْلًا عَنْ غَرْفَة الْمُتَعَدِّدَة ، كَانَ لَهُ الدوْر فِى تَفَنَّن الْغَرَابَة وغياب الْآخَرِينَ عَنْ بَعْضِهِمْ فِى التَّلَاقِي .
لَمْ يَسْتَمِرَّ الْأَمْر كَثِيراً ، حَتَّى كَانَتْ أَقْدَام الْمُحَقِّق تَحْتَك بِأَرْضِية الحَدِيقَة الْخَلْفِيَّة الَّتِى كَانَتْ تَمْتَدّ بمساحتها ، جُثَّة الْخَادِمَة الهامدة ، تَفاجَأ الْجَمِيع بِالْأَمْرِ الّذِي أَخَذَهُ رَبُّ الأُسْرَةِ بالغرابة ، متسائلاً بِالْحُضُور مَا حصدتة الْخَادِمَة مِنْ شَرِّ ، لِيُحْدِث لَهَا ذَلِكَ ، مَيْتَة قَاتَلَة بالكاموميل السَّام .
أَظْهَر الْأَب باِهْتِمام حَاسِم ، وتوجس عِنْدَمَا سَئله الْمُحَقِّق :
كَان مشروبي الْمُفَضَّل ، لَكِنِّي عُودت عَن رأيِ بِالرَّفْض لإحتساء الْمَشْرُوب فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ
ارْهَن الْمُحَقِّق :
إذَا تجرعت الْخَادِمَة الْمَشْرُوب نِيَابَة عَنْك بَعْد رفضك إيَّاه
أُعْرِب الْأَب باهتزازة مِنْ رَأْسِهِ تُؤَيِّد الْمُحَقِّق فِى رَأْيِه .
حَتَّى باح جَلَال الِابْنِ الثَّانِي ل(جلال الدين) مُتَذَكِّرًا تِلْكَ اللَّيْلَةِ :
جَمْعَ أَبِي أَحَدُ الْأَقَارِب فِى تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، بِوُجُودِيّ أَنَا وَأَخِي جَابِر والخادمة .
ناورة الْمُحَقِّق بِسُؤَال :
مَنْ أَحْضَرَ فِنْجان الكاموميل لِلْأَب ؟
قَالَ جَلَالُ :
أَنَا مِنْ قُمْت بِإِحْضَارِه .
نَظَرٌ نَحْو الْبَرَاح يَتَذَكَّر تِلْك الْأَحَايِين قَائِلًا باِهْتِمام :
شَعَرْت بالانزعاج حِين رَنّ الْهَاتِف ، سَاعَة مُتَأَخِّرَةٌ لَا يَجُوزُ بِهَا الْمُتَحَدِّث أَن يهاتف الْآخَرِين فِى نعاسهم اللَّيْلِيّ ، حَتَّى أَعْلَنْت نَفْسِي الِاهْتِمَام الَّذِي دَفَعَنِي للاستعلام عَن مُتَحَدَّث الْهَاتِف ، وتعجبت ، كَان أَخِي ( جَلَال الدين) مِنْ فَوْرِ ذَلِكَ أَعْلَن حُضُورِيٌّ فِى الْيَوْمِ الثَّانِي .
خَرَج الْمُحَقِّق عَن صَمْتُه بِكَلِمَات ، كَأَنَّهَا تعرت مِن سَتْرهَا بِبُطْء :
لِمَاذَا طُلِبَ حُضُورِك ؟ !
قَالَ شَقِيقٌ (جلال الدين) بِبَساطَة :
كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَازَل لِى عن أَمْلَاكِه بِشَرْطِ رِعَايَةِ انجالة بَعْد رَحِيلِه .
عَاد الْمُحَقِّق مِنْ جَدِيدٍ :
هَلْ هُنَاكَ عَلِمَ لِلْآخَرِين بِذَلِك ؟
قَال الْأَخِير :
لاَ أَعْتَقِدُ .
جَلَس الِابْن الصْغَير متوترا يَتَذَكَّر تِلْكَ اللَّحْظَةَ :
لَم اتمكن مِن تَجْمِيع الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ ، إنَّمَا سَمِعْتُ مَا اعْتَبره رَبَط الْكَلِمَات بِبَعْضِهَا ، عِنْدَمَا سُئِلْت أَخِي الْكَبِير ، هَمَد مِن انْتِصَابِه مُؤَكَّدًا بِصُعُوبَة :
لَقَد ضَاعَت أَحْلَامَنَا ، حَاوَلَت الِاسْتِفْهَام مِنْه ، صَار مُتَجَمِّدٌ الْمَلاَمِح ، الَّتِى لَا تَرْشُد بِأَيّ مَعْلُومَة
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ مُعْتَبَرٌ الْأَمْر نَتِيجَة لِعِدَّة إحْدَاث :
اعْتَقَدَ أَنَّ الِابْنَ الْكَبِيرَ ، كَانَ يَعْلَمُ بِذَلِكَ .
تَعَقَّبَ الْمُحَقِّقُ :
الْحَقَائِق تَقُولُ ذَلِكَ ، أَمَّا الْأَدِلَّة ؟ !
اِبْتَسَم الْمُحَقِّق وَهُوَ يَقْرَأُ عِدَّة أَوْرَاق :
عِدَّة بَصَماتٌ ، كَانَت بفنجان الكاموميل ، بَصْمَة لِلْأَب الَّذِي لَامسٌ الفنجان وَتَرَكَه ، وبصمة لِمُقَدّم الفنجان وبصمة للخادمة .
جَهَر الْمُحَقِّق بِالنَّصْر :
إذَا الْقَاتِلَ هُوَ مِنْ قَدَّمَ الفنجان
قَالَ الطَّبِيبُ مُتَأَسِّفًا :
لَلْأَسَف لَا
عَاد الطَّبِيب يُشْرَع فِى لَغَطِة :
حَلْقِة مُقْفَلَه مُبْهَمَة بِلَا مَفَاهِيم
قَالَ الطَّبِيبُ :
هُنَاك بُورُه مِن الضَّوْء
تَنَبَّه الْمُحَقِّق :
آلِيا بِهَا
كَانَتْ لَيْلَةُ قَاسِيَة ، عِنْدَمَا تَشَاجَرَت مَعَ أَبِي بِشَأْن ، بِمَا لَا يُعْجِبُهُ بشأني ، عَنْ ذَلِكَ شَعَرْت بالآسي وَنَتِيجَة دُوت بِخَاطِرِي ، ترقبتة نَظِير رَدّ فَعَل لمجريات الْأَحْدَاث
وَقَد . . حَدَث ، تَحْدُث أَبِي لشقيقة ، طَالِبًا مِنْهُ إحْضَار الْعُقُود الَّتِى بِهَا يَتَنَازَل لَهُ عَنْ أَمْلَاكِه نَظِير الْوِصَايَة .
قَالَ الْمُحَقِّقُ يَسْتَكْمِل حَدِيث الِابْنَ الْكَبِيرَ :
شَعَرْتَ أَنَّ ضَاعَتْ الْأَحْلَامُ .
تَمْتَم الِابْنَ الْكَبِيرَ :
بِذَلِك ، لَقَد ضَاعَت بِالْفِعْل .
الطَّبِيب الشَّرْعِيّ بوفاض أَخِير :
النِّهَايَة الْمُتَوَقَّعَة لِلْأَفْعَال الْمَشِينَة ، دَائِمًا تَكُون بِفَرْض الجَرِيمَة نَفْسَهَا عَلَى سَاحَة الصِّرَاع .
الْمُحَقِّق :
مَاذَا عَنْ الِاعْتِرَافِ الْكَامِل ؟
الطَّبِيب :
لَمْ يَكُنْ بِالْيَد حِيلَة ، خَرَج الِابْنَ الْكَبِيرَ عَنْ وَعْيِه ، مستخلصا نِهَايَةٌ القصيد
الْمُحَقِّق يُتَابِع بنظارتة ، يَسْتَمِع لِطَبِيب :
أَحْضَر فِنْجان الكاموميل السَّاخِن بِعَضُ أَنَّ وَضْعَ بِه السُّمّ ، ثُمَّ بَعَثَهُ بِوَاسِطَة أَخِيه الصَّغِير ، بَعْدَ مَسْحِ بَصَماتِه ، اعتقاداً أَن أَبِيه سَوْف يُرَحِّب بِذَلِك
الْمُحَقِّق بِعَيْنَيْه وكفوفة :
لَكِنَّه رَفَض
الطَّبِيب يَسْتَكْمِل :
أَخَذَتْه الْخَادِمَة متجرعة إيَّاه ، وَكَانَت نِهَايَتِهَا بِالحَدِيقَة الْخَلْفِيَّة ، لَا يَعْلَمُ عَنْ وُجُودِهَا إلَّا بَعْدَ عِدَّةِ سَاعَات
الْمُحَقِّق يتنهد بِصُعُوبَة وَيَفِي بِأَمْر الْمُعَانَاة :
كَمْ مِنْ القَراَرَات الْخَاطِئَة الَّتِى كَانَتْ ضحاياها ، لَا يَسْتَحِقُّونَ الْمَوْت
الطَّبِيب :
أَنَّهَا فِى النِّهَايَة إقْدَار
الْمُحَقِّق :
نَتِيجَة لِسُوء الْفَهْم وَعَدَمُ التَّصَرُّفِ الصَّحِيح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...