★★★★ غَيْبُوبَة ★★★★
أَ أُحِبُّهُ ، أَمْ أَنَّهُ ، الإِعجَابُ
أَمْ يَا تُرَى هَذَا الْهَوَى كَذَّابُ
أَ رَأَيْتُ فِي عَيْنَيْكَ حَقًّا وَاحَتِي
أَمْ هَلْ هُمَا شَبُّورَةٌ وَ سَرَابُ
فِلِمَا أَنَا أَنْهَارُ عِنْدَ لِقَائِهِ
بِعَوَاصِفٍ ، بِزَلَازِلٍ أُنْتَابُ
وَ شِفَاهُهُ ، مَشْغُولَةٌ بِدُخَانِهِ
شَفَتَايَ فِي سِيجَارِهِ أَحطَابُ
هُوَ آمِنٌ وَ مُرَفَّهٌ بِسُكُونِهِ
قَلْبِي أَنَا يَجْتَاحُهُ الإِرهَابُ
قَلْبِي يَكَادُ يَطِيرُ عِنْدَ إِيَابهِ
قَدَمَايَ بَعْدَ ذَهَابِهِ تَنْسَابُ
إِذْهَبْ وَلَا تَرْأَفْ عَلَى غَيْبُوبَتِي
يَا سَيِّدِي ، إِنَّ الْهَوَى غَيَّابُ
وَ كَأَنَّ فِي عَيْنَيْكَ أَنْتَ عَجَائِبِي
كَصَغِيرَةٍ بِيَدَيْكَ لِي أَلْعَابُ
أَمْ أَنَّهَا فُتِحَتْ بِصَدْرِكَ لِي أَنَا
مُدُنُ الْمَلَاهِي مَا لَهَا أَصحَابُ
وَ مَرَاجِحٌ وَ عَرَائِسٌ لِطُفُولَتِي
مِزْمَارَةٌ ، بَلُّونَةٌ ، وَ شِهَابُ
فَجَّرتَ صَحرَائِي بِأَلْفِ سَاقِيَةٍ
وَ مَنَابِعٍ تَأْوِي لَهَا الْأَسْرَابُ
وَ زَرَعْتَنِي وَ سَقَيْتَنِي وَ كَأَنَّهَا
غُصنٌ يَدِي ، وَ أَصَابِعِي أَعنَابُ
وَ سَكَبْتَ لِي الْأِحسَاسَ مِلْْءَ ثَمَالَتِي
وَ مَشَاعِرِي قُرِعَتْ لَهَا الأَنْخَابُ
وَ نَبَشْتَ مُمْيَائِي ، ضَرِيحَ سَكِينَتِي
مَوْءُودَةٌ ، عَنْهَا أُزِيحَ تُرَابُ
وَ أَفَقْتَ غُولًا مِنْ كُهُوفِ أُُنُوثَتِي
وَ غَرَائِزًا بَانَتْ لَهَا الْأَنْيَابُ
و لِأَخْطَرِ النَّكْهَاتِ قَدْ حَمَّصتَنِي
وَ لِآخِرِ الْحَبَّاتِ فِيكَ عَذَابُ
وَ طَحَنْتَنِي ، وَ عَصَرْتَنِي ، ذَوَّبْتَنِي
وَ تَرَكْتَنِي ، أَ فَمَا لَكَ الْأَكْوَابُ
أَحرَقْتَنِي كَسِجَارَةٍ وَ لِآخِرِي
قَدْ دُسْتَنِي وَ كَأَنَّنِي أَعقَابُ
أَطْلَقْتَ فِي قَلْبِي قَطِيعَ أَرَانِبٍ
وَ أَدَرْتَ ظَهْرَكَ وَ الْجَفَاءُ ذِئَابُ
مَاذَا تَغَشَّانِي وَ فِيهِ أَضَاعَنِي
هَلْ شَيْبُهُ وَ وَقَارُهُ الْخَلَّابُ
مُتَعَجْرِفٌ ، مَا حَرَّكَتْهُ أُنُوثَتِي
أَمْ راَقَ لِي ، وَ غُرُورُهُ الْجَذَّابُ
هَذَا الْغَبِيُّ وَ هَلْ تَجِيءُ بِرَأْسِهِ
عَرَّافَةٌ ، عَمَلٌ ، لَهُ جَلَّابُ
فِي ذِمَّتِي كُلُ الْمَطَالِبِ سَيِّدِي
فُكَّ اعْتِصَامَكَ ، ضَرَّنِي الْإِضْرَابُ
كَمَنَارَةٍ سَلَّطْتُ فِيكَ أَشِعَّتِي
أَمْ أَيُّهَا الْقُبَطَانُ عَنْكَ ضَبَابُ
مُسْوَدَّةٌ شَفَتِي أَمَا طَالَعتَهَا
فِي دَفَّتَيْهَا ، فَهْرَسٌ وَ كِتَابُ
يَا وَيْلَتِي قَلْبِي أَنَا بِكَ عَامِرٌ
وَ أَنَا بِقَلْبِكَ اَنْتَ فِيكَ خَرَابُ
حَسَّبْتُكَ اللَّهُمَ فِيهِ مَشَاعِرِي
بِمَفَاصِلِي سَاطُورُهُ الْعَطَّابُ
رُحمَاكَ قَلِّبْ عَلَيْهِ مَوَاجِعِي
وَ لِكُلِّ قَلْبٍ ، رَبِّيَ الْقَلَّابُ
الْحُبُّ أَضْرَاسٌ بِجِذْرِ قُلُوبِنَا
فِي خَلْعِهَا لا بَنْجُ ، لَا كُلَّابُ
إِنَّ الْهَوَى الْغَلَّابُ ، فِينَا أَمُرُهُ
وَ صَحِيحُ إِنْ قِيلَ الْهَوَى غَلَّابُ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق