الخميس، 14 ديسمبر 2017

نحن وأطفالنا !! بقلم الأديب .. مصطفى دهور. أستاذ اللغة الفرنسية . الدار البيضاء.

* سلام الله عليكم إخوتي القراء الأعزاء !
نحن وأطفالنا !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان له صبي فليتصابى له. " ( تصابى الرجل ، أي مال إلى اللهو واللعب كالصبيان.)
واللعب مع الأطفال شيء ذو أهمية بالغة ، كونه يجعلهم يشعرون بالإهتمام بهم ، وبأنهم محبوبون ومرغوب فيهم ، مما يقوي الرابطة بين الصغير ووالديه. فبفضل اللعب ، تنمو قدراتهم ومعارفهم ، وتتفتح مداركهم ؛ فهو في نفس الوقت تعبير نفسي جسدي عقلي . وكما يقول (فروبل) " وجب تقديس عمل الطفل وهو يلعب. "
والمختصون في عالم التربية في بلدان أوربا وأمريكا يقولون بأن " الأطفال في الدول المتقدمة عبارة عن ملوك غير متوجين ، لما يحيطهم به مجتمعهم من اهتمام وعناية."
ويقول أحد خبراء التربية في الإتحاد السوفيتي" لقد ألغت الثورة الإشتراكية كل الألقاب والإمتيازات ، ولم يعد لدينا أباطرة أو قياصرة ، لكن نؤكد دوما أن في الإتحاد السوفيتي قيصرا واحدا يتمتع بكل الإمتيازات ، ذلك هو الطفل."
هذه كلها نظريات ، لكن أين نحن من تطبيقها في مجتمعاتنا ؟
لقد أمضيت أنا شخصيا اثنين وثلاثين سنة من عمري كأستاذ بالإعدادي ، وكنت أحسب نفسي ، لا مدرسا فقط ، بل مربيا وموجها ، وكان يؤسفني جدا جدا أن ألتقي في كل سنة بأطفال ، ذكورا وإناثا ( وهم من الأغلبية الساحقة ) من الذين لم يتلقوا أي نوع من التربية التي سبق ذكرها. فهم لا ملوك غير متوجين ، ولا قياصرة ، وإنما أطفال كبروا وترعرعوا في عائلات لا صلة لها بعالم التربية والتوجيه ! أطفال قد حرموا حنان الأبوين ورحمتهم. ومن خلال علاقاتي بهم على مدار السنة الدراسية ، كنت أعلم - منهم طبعا ! - أنهم كانوا دوما معرضين للضرب والإهانة والعقاب ، وكل أنواع العنف. كنت أقوم بكل ما أمكنني القيام به من أجل تقويم الإعوجاجات التي كنت أصادفها عندهم ، وكنت أترك الباقي على الله.
هل نجحت في مهمتي ، لست أدري ، لكن مايحز في نفسي هو مستقبل هؤلاء الأطفال ! عندما يصبحون آباء وأمهات ، هل سيتبعون نفس النهج التربوي الذي ورثوه عن آبائهم ، ولن يكون مصير أبنائهم إلا القسوة وسوء المعاملة ، أم أن درجات وعيهم ستكون غير درجات وعي آبائهم ، وسيعطوا أطباقا شهية من التربية الصحيحة والسليمة لأبنائهم ؟!

مصطفى دهور. أستاذ اللغة الفرنسية .
الدار البيضاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...