الأحد، 15 أبريل 2018

( الحلقة العاشرة .) .. .. ( وبات الحزن على خدود الجمال ) .. بقلم الكاتبة الأديبة الأستاذة .. سحر الصيدلي

الحلقة العاشرة ...وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي
2018/4/15
وبلحظة مر شريط الذكريات أمام عيني ورأيت أيامي وهي تحترق بعد أن سِرتُ في طريق مظلم .. ولولا أن الله برحمته وضع أم محمد وابنها في طريقي لكنت الآن هائمة في الشوارع أو أعمل خادمة بالبيوت أو لكان القدر قد حركني الى أي تجاه أخر .. ولكن من المؤكد أن حالي لن يكون كما أنا عليه الان فقد وقف محمد ووالدته الى جانبي وساندوني بدراستي وأنفقوا علي وعلى ابني كما لو كنت فرداً منهم .. فهل أرد جميلهم هذا بالجحود والنكران ؟! .. لكن عقلي كان يقول لي هل ستضعين مصير ابنك بيد رجل غريب وأنت التي كرست له حياتك وعاهدت ذاتك أنك لن تتزوجي يوما وستكونين له فقط ؟؟ فردت العاطفة بكل حنين وثقة محمد انسان طيب ساعدك ووقف بجانبك في دراستك وأنفق من ماله الكثير عليك كما أنه كان الأب الروحي لمنتصر فهل جزاؤه الرفض بعد أن باح لك بمشاعره وأحاسيسه الصادقة تجاهك ؟! ...لالا عليك مراجعة نفسك قبل ان تردي على طلبه .. وهكذا عشت أسبوعاً كاملاً في صراع نفسي كبير بين القبول والرفض وخاصة انني فقدت الثقة بكل الرجال .. ولكن محمد يختلف كثيراً عنهم بضميره وتربيته وأخلاقه وحسن معاملته للآخرين فعلي القبول به قبل ان تسقط باقي أوراق عمري ويتملكني الخريف وأدركت بعد ليالٍ من التفكير الطويل أنني لن أستطيع أن أحرم نفسي وابني من وجود محمد في حياتنا فأنا لن أنسى رقته ومعاملته الطيبة لي ولولدي وكيف كان يسعى جاهداً بالجامعة لتامين محاضراتي وتوصية الدكاترة بي والاعتناء بمنتصر وملاعبته في غيابي وكيف كان يرش عطر السعادة والفكاهة علي عندما يجدني شاردة حزينة مشتاقة لأهلي .. فسبحت مع تلك الذكريات طويلا وقررت معها أن أقبل بالزواج به لتكون لي أنا وابني عائلةً نحتمي بها ونؤمن بها مستقبلنا .. كانت الفرحة تشع من وجه محمد عندما أبلغته قراري وموافقتي على الزواج به وأتممنا الموضوع بسرعة لنعود الى البيت ونبدأ مشوار حياتنا من جديد وخاصة بعد ان عينت معيدة في الكلية وزاد طموحي لأن أحصل على درجة الدكتوراه لكي أحقق حلم الناس الذين احببتهم .. وذات يوم عاد محمد مسرعا الى البيت وطلب مني ان أجهز الحقيبة لنسافر معا لتأدية مهمة طلبتها منه الجامعة ..وسألته الى أين ؟؟ فقال إنها مفاجأة وأتمنى ان تكون جميلة وتنال إعجابك ...وهكذا قطعنا الطريق ونحن بين اللعب والضحك والمزاح حتى وجدت نفسي أمام لافتة مكتوب عليها القاهرة ترحب بكم ...هنا انطفأ بريق عيوني وتجمدت اوصالي وشُل لساني عن النطق وماتت الحروف بين كلماتي وعادت بي الذكريات الى لحظة هروبي ثم معاناتي ولم اجد نفسي إلا وأنا مغمى علي داخل السيارة وابني منتصر ينادي بصوته الضعيف المنكسر ماما لا تنامي وانهضي لنكمل الرحلة .. وبعد دقائق معدودة عدت الى وعيي وأنا بحالة من الذهول والخوف مما هو قادم .. وطلبت من محمد الاسراع الى اقرب فندق لكي استريح واسترد أنفاسي والملم شتاتي الذي تبعثرمن هول المفاجأة .. وكان لي ما اردت .. وفي المساء ارتديت أجمل ما لدي من ثياب لكي نحضر المؤتمر الذي دعتنا إليه الجامعة وركبنا السيارة والغبطة تساورني والفرحة تملأ قلبي لأنني رأيت القاهرة من جديد واستعدت معها أحلى ذكريات عمري وطفولتي وصور أهلي التي اشتقت لها كثيراً وبين شرودي وحيرتي وفرحي وألمي لم اجد نفسي إلا في الحي الذي كنت أسكن فيه مع اسرتي
..........الى اللقاء مع تحيات سحر الصيدلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...