الحلقة التاسعة :
وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي
10/4/2018
كان محمد انساناً طيب القلب دافئ المشاعر وفي لأصدقائه حنون على منتصر أخذ عن والدته كل الخصال الحميدة وعمل بكل ما أوصته به تجاهي لذا كان لا يتركني أبدا ويزورني باستمرار ويؤمن بعضا من طلباتي واحتياجاتي ولكن خفية عن زوجته التي كانت تغار عليه كثيرا وخاصة مني وسببت له الكثير من المشاكل التي كان يرويها لي والتي تعكر صفو حياته وتسبب له الانزعاج والضيق والألم حتى كان يفكر أحياناً وبشكل جدي بالخلاص منها ولكنه يتراجع عندما يتذكر أن ابغض الحلال عند الله الطلاق لذا كان يتريث قبل اتخاذ أي قرار يندم عليه .. وكنت أهدئ من روعه وأنصحه بالصبر والتعقل وهكذا سارت الامور الى أن جاء اليوم الذي ظهرت فيه نتيجتي وكنت من أوائل الناجحين ..فغمرتني الفرحة ونسيت معها تعب السنين ومعاناتي مع الزمن وما مر بي من حزن وألم وتذكرت فقط انني حققت حلمي وأصبحت طبيبة كما تمنى أهلي وكما تمنت حبيبتي ام محمد رحمها الله وسارعت الى الهاتف لأخبر محمد فوجدته هو من يتصل بي ليبارك على نجاحي وحصولي على الترتيب الثاني على دفعتي مما سيؤهلني لأن أكون معيدة بالجامعة ثم طلب مقابلتي لأمر هام وضروري واتفقنا على موعد في احدى الحدائق ليلعب منتصر هناك ويخبرني بما يريد ... في بداية الحديث ارتسمت ملامحه بالجدية والارتباك وبنبضات قلب رافقها قناع من الخجل فتحدث عن بعض الذكريات من حين تعارفنا وحتى الوقت الحاضر ثم تطرق الى معاناته مع زوجته وكيف تحملها من اجل ابنته هناء خوفا من ان يعيش بعيدا عنها ولكنه بات يشعر ان حياته تتسرب من بين يديه دون أمل في أن يحظى بحياة عائلية سعيدة .. فحياته أصبحت مليئة بالاكتئاب والملل والمعاناة لذا أخذ قرارا لا رجوع فيه وهو الانفصال عن زوجته ثم أخبرني أن الطلاق قد تم بالفعل منذ اسبوع..وهمس لي لذا أحببت أن أخبرك حتى تجهزي أمتعتك مع منتصر وتعودي الى البيت الذي احبك واحتضنك وكان فاتحة خير عليك فما رأيك يا سلمى ؟؟ رددت. فعلا هذا البيت رائحته تعبق بأنفاسي وفيه غسلت احزاني وعشت اجمل سنوات عمري مع الام الحنون والأخ الفاضل الذي احتواني بكل همومي ومشاكلي وكان عونا لي على صعوبة الايام وقسوتها ..لكن من الصعب ان اعود اليه احتراما لشعور امرأتك وخوفا من كلام الناس لذا سأحاول أن أجد مسكناً خاصاً لي أنا وابني لأبدأ فيه حياة جديدة لا يشوبها الحزن والألم.. فردد ..ولكن ..ولكن يا سلمى ؟؟ ماذا هناك يا محمد تكلم بوضوح وصراحة !! .. الحقيقة يا سلمى أنا احببتك منذ ان رأتك عيناي وتمنيت يومها ان تكوني من نصيبي ولكن حزنك وإصرارك على اتمام دراستك جعلني أخنق شعوري وحبي وأعاملك معاملة أخ لتحققي حلمك وتعيشين بأمن وسلام معنا في البيت ولكن العاطفة والحنين لم يهدئان داخلي فطيفك يزورني من وقت لآخر ليحرك مشاعري من جديد وكنت اخمده لأنني متزوج من غيرك وأنت تعلمين انها اختيار امي رحمها الله وما احببت أن أخالف لها أمرا ولكني الآن بت وحيداً وبحاجة الى سند يكون بقربي فهل تقبلين ان تكوني زوجتي؟! .. وتأكدي انني لن اعود لزوجتي سواءً وافقتِ على طلبي أم لم توافقي عليه لذا سأدعك تفكرين بالموضوع وخاصة انك الان بحاجة الى رجل يحميك ويكون أبا صالحا لولدك .. ويقينا أنك لن تجدي رجلاً افضل مني يخاف عليك ويحبك وتأتمنينه على ابنك الذي تعرفين مدى محبتي له فأرجوك لا تتسرعي بالرد وتحطمي قلبا هواك منذ زمن وسأتصل بك بعد اسبوع لأعرف ردك ..ثم نهض واقفا ووجهه مخضب بكل الالوان ولم ينتظر مني أي كلمة وغادر المكان فوراً ..
الى اللقاء بالحلقة القادمة مع تحيات
سحر الصيدلي
وبات الحزن على خدود الجمال
بقلم الكاتبة سحر الصيدلي
10/4/2018
كان محمد انساناً طيب القلب دافئ المشاعر وفي لأصدقائه حنون على منتصر أخذ عن والدته كل الخصال الحميدة وعمل بكل ما أوصته به تجاهي لذا كان لا يتركني أبدا ويزورني باستمرار ويؤمن بعضا من طلباتي واحتياجاتي ولكن خفية عن زوجته التي كانت تغار عليه كثيرا وخاصة مني وسببت له الكثير من المشاكل التي كان يرويها لي والتي تعكر صفو حياته وتسبب له الانزعاج والضيق والألم حتى كان يفكر أحياناً وبشكل جدي بالخلاص منها ولكنه يتراجع عندما يتذكر أن ابغض الحلال عند الله الطلاق لذا كان يتريث قبل اتخاذ أي قرار يندم عليه .. وكنت أهدئ من روعه وأنصحه بالصبر والتعقل وهكذا سارت الامور الى أن جاء اليوم الذي ظهرت فيه نتيجتي وكنت من أوائل الناجحين ..فغمرتني الفرحة ونسيت معها تعب السنين ومعاناتي مع الزمن وما مر بي من حزن وألم وتذكرت فقط انني حققت حلمي وأصبحت طبيبة كما تمنى أهلي وكما تمنت حبيبتي ام محمد رحمها الله وسارعت الى الهاتف لأخبر محمد فوجدته هو من يتصل بي ليبارك على نجاحي وحصولي على الترتيب الثاني على دفعتي مما سيؤهلني لأن أكون معيدة بالجامعة ثم طلب مقابلتي لأمر هام وضروري واتفقنا على موعد في احدى الحدائق ليلعب منتصر هناك ويخبرني بما يريد ... في بداية الحديث ارتسمت ملامحه بالجدية والارتباك وبنبضات قلب رافقها قناع من الخجل فتحدث عن بعض الذكريات من حين تعارفنا وحتى الوقت الحاضر ثم تطرق الى معاناته مع زوجته وكيف تحملها من اجل ابنته هناء خوفا من ان يعيش بعيدا عنها ولكنه بات يشعر ان حياته تتسرب من بين يديه دون أمل في أن يحظى بحياة عائلية سعيدة .. فحياته أصبحت مليئة بالاكتئاب والملل والمعاناة لذا أخذ قرارا لا رجوع فيه وهو الانفصال عن زوجته ثم أخبرني أن الطلاق قد تم بالفعل منذ اسبوع..وهمس لي لذا أحببت أن أخبرك حتى تجهزي أمتعتك مع منتصر وتعودي الى البيت الذي احبك واحتضنك وكان فاتحة خير عليك فما رأيك يا سلمى ؟؟ رددت. فعلا هذا البيت رائحته تعبق بأنفاسي وفيه غسلت احزاني وعشت اجمل سنوات عمري مع الام الحنون والأخ الفاضل الذي احتواني بكل همومي ومشاكلي وكان عونا لي على صعوبة الايام وقسوتها ..لكن من الصعب ان اعود اليه احتراما لشعور امرأتك وخوفا من كلام الناس لذا سأحاول أن أجد مسكناً خاصاً لي أنا وابني لأبدأ فيه حياة جديدة لا يشوبها الحزن والألم.. فردد ..ولكن ..ولكن يا سلمى ؟؟ ماذا هناك يا محمد تكلم بوضوح وصراحة !! .. الحقيقة يا سلمى أنا احببتك منذ ان رأتك عيناي وتمنيت يومها ان تكوني من نصيبي ولكن حزنك وإصرارك على اتمام دراستك جعلني أخنق شعوري وحبي وأعاملك معاملة أخ لتحققي حلمك وتعيشين بأمن وسلام معنا في البيت ولكن العاطفة والحنين لم يهدئان داخلي فطيفك يزورني من وقت لآخر ليحرك مشاعري من جديد وكنت اخمده لأنني متزوج من غيرك وأنت تعلمين انها اختيار امي رحمها الله وما احببت أن أخالف لها أمرا ولكني الآن بت وحيداً وبحاجة الى سند يكون بقربي فهل تقبلين ان تكوني زوجتي؟! .. وتأكدي انني لن اعود لزوجتي سواءً وافقتِ على طلبي أم لم توافقي عليه لذا سأدعك تفكرين بالموضوع وخاصة انك الان بحاجة الى رجل يحميك ويكون أبا صالحا لولدك .. ويقينا أنك لن تجدي رجلاً افضل مني يخاف عليك ويحبك وتأتمنينه على ابنك الذي تعرفين مدى محبتي له فأرجوك لا تتسرعي بالرد وتحطمي قلبا هواك منذ زمن وسأتصل بك بعد اسبوع لأعرف ردك ..ثم نهض واقفا ووجهه مخضب بكل الالوان ولم ينتظر مني أي كلمة وغادر المكان فوراً ..
الى اللقاء بالحلقة القادمة مع تحيات
سحر الصيدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق