مشهد من روايتي لعبة القدر الجزء التاسع
في المحكمة
في ليلة امس ، أغلقت رجاء كتابها واسكتت الموسيقى.
في هذا المساء لم تكن لديها الرغبة بالقراءة .بل أخذت تطالع
نفسها المضمخة بالأسى ، المثقلة بالجراح .وكأنها تقف وحدها
فوق خشبة المسرح . تسلطت عليها الذكريات كما تسلط بقعة
الضوء فوق الممثل .وكل ما حولها يسبح في الظلام .
هناك ممثلون كثر خلف الكواليس ، والجمهور امامها غفير .
هي تعرف هذه الوجوه جيدا ، فكل من في القاعة قام باِيذائها
بطريقة ما .في المقعد الأخير يجلس رجل كهل كان يتحرش بها ، فيما تظنه يلاطفها عندما كانت ذات الأعوام الخمسة .
وامامه يجلس بعض اقاربها ، ممن لم يكونوا أفضل منه .
وفي الوسط يجلس بعض الشبان الذين مروا بحياتها أثناء
فترة المراهقة ، من اصدقاء العائلة او الجيران ، هم ايضا
لم يكونوا افضل من السابقين .
في الجهة اليمنى للمسرح ، كان يجلس اخوها الكبير الذي منعها من إتمام دراستها ، بحجة أن الفتاة تنقلب اخلاقها
في الجامعة. لكنه عندما قرر الزواج ، تزوج من فتاة مثقفة
وتعمل ايضا. كان يجلس بالفرب منه صديقه الذي احبها ولهث
وراءها سنوات ، وعندما احبته تركها وهاجر البلاد .
في الجهة اليسرى كان يجلس والدها الذي كان يريد تزويجها
لاحد ابناء عمومتها ، التي لم تكن تشعر بهم الا اخوة لها .
تجلس والدتها قربه والتي كانت دوما مواقفها سلبية تجاه
ابنتها لم تكن تساندها ، لم تجدها بقربها حين كانت بأمس
الحاجة لها .في المقعد الاول كان يجلس بعلها الذي قضى على
كل ما تبقى بها من حياة .
أشد ماكان يؤلمها ، أنها كانت ترى كل من أ ذاها في يوم من الأيام ، يعيش بسعادة وهناء .
تلفتت حولها ، لم تجد اولادها صرخت أه أ ه يا الهي ،إ نهم
أخر من تبقى لي ، هم الذين يحبونني بكل صدق ، هم وحدهم
لم يؤذونني . جثت فوق ركبتيها ، تساءلت أ لهذا الأمر هم محظوظين ، اتراه القدر يعاندهم ، هل سيساندهم اِن هم تخلوا عني . أخ أخ أخ ، قالت ذلك كما لو انها ذئبة تعوي وتجوح. هل القدر سوف يلعب معها هذه اللعبة القذرة .
لم تشأ للستار أن يسدل وانما تمسكت به جيدا ، شدته بكل
ماتبقى لديها من عزم . سقط فوقها ، اغشي عليها ، وأطفأت
الأنوار.......
في المحكمة
في ليلة امس ، أغلقت رجاء كتابها واسكتت الموسيقى.
في هذا المساء لم تكن لديها الرغبة بالقراءة .بل أخذت تطالع
نفسها المضمخة بالأسى ، المثقلة بالجراح .وكأنها تقف وحدها
فوق خشبة المسرح . تسلطت عليها الذكريات كما تسلط بقعة
الضوء فوق الممثل .وكل ما حولها يسبح في الظلام .
هناك ممثلون كثر خلف الكواليس ، والجمهور امامها غفير .
هي تعرف هذه الوجوه جيدا ، فكل من في القاعة قام باِيذائها
بطريقة ما .في المقعد الأخير يجلس رجل كهل كان يتحرش بها ، فيما تظنه يلاطفها عندما كانت ذات الأعوام الخمسة .
وامامه يجلس بعض اقاربها ، ممن لم يكونوا أفضل منه .
وفي الوسط يجلس بعض الشبان الذين مروا بحياتها أثناء
فترة المراهقة ، من اصدقاء العائلة او الجيران ، هم ايضا
لم يكونوا افضل من السابقين .
في الجهة اليمنى للمسرح ، كان يجلس اخوها الكبير الذي منعها من إتمام دراستها ، بحجة أن الفتاة تنقلب اخلاقها
في الجامعة. لكنه عندما قرر الزواج ، تزوج من فتاة مثقفة
وتعمل ايضا. كان يجلس بالفرب منه صديقه الذي احبها ولهث
وراءها سنوات ، وعندما احبته تركها وهاجر البلاد .
في الجهة اليسرى كان يجلس والدها الذي كان يريد تزويجها
لاحد ابناء عمومتها ، التي لم تكن تشعر بهم الا اخوة لها .
تجلس والدتها قربه والتي كانت دوما مواقفها سلبية تجاه
ابنتها لم تكن تساندها ، لم تجدها بقربها حين كانت بأمس
الحاجة لها .في المقعد الاول كان يجلس بعلها الذي قضى على
كل ما تبقى بها من حياة .
أشد ماكان يؤلمها ، أنها كانت ترى كل من أ ذاها في يوم من الأيام ، يعيش بسعادة وهناء .
تلفتت حولها ، لم تجد اولادها صرخت أه أ ه يا الهي ،إ نهم
أخر من تبقى لي ، هم الذين يحبونني بكل صدق ، هم وحدهم
لم يؤذونني . جثت فوق ركبتيها ، تساءلت أ لهذا الأمر هم محظوظين ، اتراه القدر يعاندهم ، هل سيساندهم اِن هم تخلوا عني . أخ أخ أخ ، قالت ذلك كما لو انها ذئبة تعوي وتجوح. هل القدر سوف يلعب معها هذه اللعبة القذرة .
لم تشأ للستار أن يسدل وانما تمسكت به جيدا ، شدته بكل
ماتبقى لديها من عزم . سقط فوقها ، اغشي عليها ، وأطفأت
الأنوار.......
امل ماغاكيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق