الاثنين، 2 أبريل 2018

مشهد من روايتي لعبة القدر ... بقلم .. الأديبة الشاعرة .. امل ماغاكيان

مشهد من روايتي لعبة القدر الجزء التاسع
في المحكمة

في ليلة امس ، أغلقت رجاء كتابها واسكتت الموسيقى.
في هذا المساء لم تكن لديها الرغبة بالقراءة .بل أخذت تطالع
نفسها المضمخة بالأسى ، المثقلة بالجراح .وكأنها تقف وحدها
فوق خشبة المسرح . تسلطت عليها الذكريات كما تسلط بقعة
الضوء فوق الممثل .وكل ما حولها يسبح في الظلام .
هناك ممثلون كثر خلف الكواليس ، والجمهور امامها غفير .
هي تعرف هذه الوجوه جيدا ، فكل من في القاعة قام باِيذائها
بطريقة ما .في المقعد الأخير يجلس رجل كهل كان يتحرش بها ، فيما تظنه يلاطفها عندما كانت ذات الأعوام الخمسة .
وامامه يجلس بعض اقاربها ، ممن لم يكونوا أفضل منه .
وفي الوسط يجلس بعض الشبان الذين مروا بحياتها أثناء
فترة المراهقة ، من اصدقاء العائلة او الجيران ، هم ايضا
لم يكونوا افضل من السابقين .
في الجهة اليمنى للمسرح ، كان يجلس اخوها الكبير الذي منعها من إتمام دراستها ، بحجة أن الفتاة تنقلب اخلاقها
في الجامعة. لكنه عندما قرر الزواج ، تزوج من فتاة مثقفة
وتعمل ايضا. كان يجلس بالفرب منه صديقه الذي احبها ولهث
وراءها سنوات ، وعندما احبته تركها وهاجر البلاد .
في الجهة اليسرى كان يجلس والدها الذي كان يريد تزويجها
لاحد ابناء عمومتها ، التي لم تكن تشعر بهم الا اخوة لها .
تجلس والدتها قربه والتي كانت دوما مواقفها سلبية تجاه
ابنتها لم تكن تساندها ، لم تجدها بقربها حين كانت بأمس
الحاجة لها .في المقعد الاول كان يجلس بعلها الذي قضى على
كل ما تبقى بها من حياة .
أشد ماكان يؤلمها ، أنها كانت ترى كل من أ ذاها في يوم من الأيام ، يعيش بسعادة وهناء .
تلفتت حولها ، لم تجد اولادها صرخت أه أ ه يا الهي ،إ نهم
أخر من تبقى لي ، هم الذين يحبونني بكل صدق ، هم وحدهم
لم يؤذونني . جثت فوق ركبتيها ، تساءلت أ لهذا الأمر هم محظوظين ، اتراه القدر يعاندهم ، هل سيساندهم اِن هم تخلوا عني . أخ أخ أخ ، قالت ذلك كما لو انها ذئبة تعوي وتجوح. هل القدر سوف يلعب معها هذه اللعبة القذرة .
لم تشأ للستار أن يسدل وانما تمسكت به جيدا ، شدته بكل
ماتبقى لديها من عزم . سقط فوقها ، اغشي عليها ، وأطفأت
الأنوار.......

امل ماغاكيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...