
عُدْ بالجنى والخير يا رمضان


قصيدة للشاعر أشرف الفضالي

******************************
نسماتك المعطاء يا رمضـــــــــــــــــــــــــانُ
حلّت فحلّ الخيرُ والعِرفــــــــــــــــــــــــــــانُ
وتلألأت سرج الهداية بيننـــــــــــــــــــــــــــا
وكسا الوجودَ البِرُّ والإحســـــــــــــــــــــــانُ
وسمت قلوبٌ والجـــــــــــــــــــوارح أسلمت
وصفت نفوسٌ واهتدى حيــــــــــــــــــــــرانُ
وتزينت كلُّ الديـــــــــــــــــــــــارِ بنور آيــــ
ـــاتِ الكتابِ وأشرق الإيمـــــــــــــــــــــــانُ
في كلِّ زاويةٍ يضيء الذِّكــــــــــــــــــــــــرفي
أرجـــــــــــــــــــــــــــائها فبه الورى تزدانُ
وخمائلُ الترتيلِ في ساحــــــــــــــــــــــــاتِنا
تكسو القلوبَ بظلّها أغصــــــــــــــــــــــــانُ
يا مَن به تسمو الجـــــــــــــــــــــوارحُ خشيةً
أقبل وحدّثنا فشأنُكَ شــــــــــــــــــــــــــــــانُ
حدث وهز من السبـــــــــــــــــــــــات قلوبنا
حدّث فقد صُمَّتْ لنـــــــــــــــــــــــــــــا آذانُ
حَدّث عن التاريخِ قبل " محمـــــــــــــــــدٍ "
لما استُبِحتَ وسيطر الطغيـــــــــــــــــــــانُ
طاشت سهــــــــــــــــــامٌ فيه واستشرت به
فوضى وساد الفرس والرومــــــــــــــــــانُ
وتربّع البغي المقيـــــــــــــــــــــــت بعرشِهِ
وتفاخرت بجيـــــــــــــــــــــــوشها نجـرانُ
ساد الظلام فلا حقـــــــــــــــوقٌ في الورى
تُرعى ولا أمنٌ ولا اطمئنـــــــــــــــــــــــانُ
حتى أتت بك ليلةٌ ملأى بمـــــــــــــــــــــــا
يشفي الصدور يزينها القـــــــــــــــــــــرآنُ
وبه ارتقت عن ألف شَهرٍ إنــــــــــــــــــــه
نورٌ أتى يصفو به الوجـــــــــــــــــــــــدانُ
فأنار أفكارا وأحيــــــــــــــــــــــــــــــا أمةً
كانت لها في الخافقين كيـــــــــــــــــــــــانُ
يا من به تسمو الجــــــــــــــــــوارح قل لنا
أين المعارك خاضها الشجعـــــ،ــــــــانُ ؟
يا من به تسمو الجـــــــــــــــوارح ما الذي
صدّ الفوارس فانزوى الميـــــــــــــــدانُ ؟
عذرا أخا " بدرٍ " فإن مُصابنــــــــــــــــــا
قد لج حيــــــــــــــــــــــن اشتدّت الأحزانُ
وطفت على بحر الخلاف سفيننـــــــــــــــا
الموج يعلو واختفى الرُّبَّــــــــــــــــــــــــانُ
وتمزقت كل الأواصر بيننـــــــــــــــــــــــا
وعلا سماءَ المسلمين دُخَــــــــــــــــــــــانُ
ماذا أقول إذا انقضيت لربّنـــــــــــــــــــــا
وبكلِّ وادٍ مسلمٌ غضبـــــــــــــــــــــــانُ ؟
أتقول إن الخلف بات يحـــــــــــــــــــوطنا
وتكاثرت في دربنا الأضغــــــــــــــــانُ ؟
أتقول إنا أمةٌ مكلــــــــــــــــــــــــــــــومةٌ
في أرضنــــــــــــــــا قد أورق الخذلانُ ؟
أتقول ماذا ؟ إنّ فكري شــــــــــــــــــاردٌ
والقلب مِنّي ملؤه بركــــــــــــــــــــــــــانُ
مَن لي بتضميد الجراح وبرئـــــــــــــها ؟
كم تشتكي من جرحها " البلقـــــــــــــانُ "
وعلى عيـــــــــــون " القدس " ثمة دمعةٌ
هل من يدٍ هشّتْ لها الأجفـــــــــــــــانُ ؟
هل من " صلاحٍ " يستعيــــــد جموعنا ؟
ومتي يظَلّلُ جمعَنا بنيـــــــــــــــــــــــــانُ
لَبِناتُه الشّرعُ الحنيــــــــــــــــــفُ وسقفُهُ
ظِلُّ الأخوةِ والهدى أركــــــــــــــــــــــانُ
تعلو به راي الجهـــــــــــــــــــاد وتنتشي
كلُّ الدُّنا وتُحَرَّرُ الأوطـــــــــــــــــــــــان
يا من به تسمو الجوارح خشيـــــــــــــــةً
عُدْ بالجنى والخير يا رمضــــــــــــــــانُ
******************************************
أشرف الفضالي شاعر وصحفي / مصر