الخميس، 22 أبريل 2021

الجزء الأول من رواية ( صرخة أم ) تأليف تاروائية أ . فاطمةعطاالله

 قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

#فاطمةعطاالله
الجزء الأول من رواية
( صرخة أم )
استيقظت كوثر على صوت المنبه...فأمسكت الموبايل وأغلقته...كانت تتثاءب فاردة زراعيها يمينا ويسارا ...كانت تشعر بالكسل ...وفجأة تذكرت أن لديها مقابلة شخصية فى الشركة الهندسية والتى قدمت السى ڤى الخاص بها للعمل بها ...فبرغم أنهم ميسورى الحال إلا أنها كانت تريد أن تعمل بتخصصها وهو الهندسة ...أسرعت كوثر بالنهوض ثم توضأت وصلت وذهبت سريعا لترتدى ملابسها ثم وجدت والدتها تحمل صينية عليها طعام الافطار لها قائلة : صباح الخير ياكوثر
كوثر : صباح النور يا ست الكل ...ثم قبلتها واحتضنتها قائلة : إدعيلى ياماما أنجح فى المقابلة دى
والدتها : داعيالك والله ياحبيبتى ...يالا يادوبك تلحقى تفطرى عشان تروحى مشوارك
كوثر : لا يا ماما ...مش هلحق ...يادوبك هعمل ساندويتش صغير آكله وأنا نازلة
أمها: دة كلام ياكوثر يابنتى عشان تعرفى تجاوبى وتبقى فايقة فى امتحان المقابلة
ضحكت كوثر قائلة : ياحبيبتى ياماما ...يارب مااتحرم منك أبدا ويخليكى لى
أمها : ربنا يوفقك ياحبيبتى ...ويفتح فى وشك كل السكك المقفولة
كوثر :الله على شوية الدعاوى الحلوين دول على الصبح ياحاجة أمينة ...أنا كدة بالدعاوى دى خلاص اتعينت
أمها : ماهو أبوكِ غلب يطلب منك تشتغلى معاه فى المعامل بتاعته أو تشتغلى فى أى معرض يعجبك بس إنتى إللى مش راضية
كوثر : أيوة ياماما أنا عايزة اشتغل بتخصصى ثم إيه علاقة الحلويات بالهندسة ؟!
والدتها : إللى يريحك يا بنتى
كوثر وهى تفتح باب الشقة لتخرج : سلام ياماما بقى وادعيلى
أمها : حاضر يا بنتى ...بأمان الله
وأسرعت كوثر لتذهب إلى الشركة الهندسية ...كانت كوثر فتاه جميلة بيضاء البشرة ذات وجه طفولى وملامح رقيقة هادئة ...ممشوقة القوام ...حاصلة على بكالوريوس هندسة قسم هندسة الالكترونات والاتصالات الكهربية ...ورغم اعتراض والدها على دخولها لهذا القسم إلا انها أصرت أن تدخله ...وبالفعل تفوقت فيه وحصلت على بكالوريوس الهندسة بتقدير جيد جدا
كانت كوثر فتاه وحيدة لأبيها وأمها ولها أخ واحد يكبرها بعامين واسمه علاء وقد تخرج من كلية التجارة ويعمل مع أبيه كمحاسبا ويقوم بالاشراف على حسابات المعامل والمعارض ...وقد تزوج بعد تخرجه مباشرة من إبنة صديق والده وقد ساعده والده فى توفير شقة الزوجية وتكاليف الزواج وقد أنجب ولد وبنت ...أما والدتها الحاجة أمينة فلقد حصلت على دبلوم التجارة وتزوجت من الحاج عبد العزيز بعد تخرجها مباشرة ...وقد وقفت بجانب الحاج عبد العزيز منذ أن كان يعمل فى معمل للحلويات ...واجتهد كثيرا حتى استطاع بفضل مهارته وسمعته الطيبة أن يشترى محلا ويفتتحه كمعمل للحلويات الشرقية ...وذاع صيته حتى أصبح من أكبر المعامل للحلويات الشرقية فى محافظة القليوبية
وهكذا نشأت كوثر فى أسرة مصرية ميسورة الحال ...واجتهد والدها كثيرا حتى يوفر لهم كل احتياجاتهم الأساسية والترفيهية .
دخلت كوثر الشركة ...وتذكرت كلمة أبيها عندما قال لها : نصيبك هايصيبك ...أراحتها تلك الكلمات وقللت من توترها ...دخلت إلى حجرة كبيرة يجلس فيها ثلاثة من الشباب وفتاه ...وكانوا تقريبا فى مثل عمرها ...قامت كوثر بإعطاء الملف الذى يحوى كل أوراقها والسى ڤى الخاص بها إلى شابة كانت تجلس على مكتب كبير ويبدو أنها السكرتيرة
جلست كوثر تنتظر دورها فى المقابلة ...وكانت السكرتيرة تنادى على الأسماء بالدور حسب ترتيب الحضور ...كانت كوثر تتطلع إلى وجوه كل شاب بعد المقابلة ...فكانت تجده مبتسما ثم ينصرف بعد ذلك
مرت حوالى ساعتان وكوثر تنتظر ...فهى تعتبر آخر شخص أتى إلى الشركة رغم أنها جاءت فى الموعد المتفق عليه تماما
نادت عليها السكرتيرة قائلة : الآنسة كوثر عبد العزيز غانم
وما إن سمعت كوثر اسمها حتى نهضت ومشت إلى حجرة المقابلة بخطوات واثقة ...فقالت لها السكرتيرة : اتفضلى ...الباشمهندس مدحت فى انتظارك
كانت كوثر ترددبعض الآيات القرآنية والتى أوصتها أمها كى تقولها مع بعض الأدعية
تذكرت كلمات أمها عندما قالت لها : أهم حاجة تكونى فاردة ضهرك ...وداخلة واثقة فى نفسك لأن إللى بيمتحنك دة كان زيك فى يوم من الأيام ...ابتسمت كوثر وهى تدخل إلى مكتب عليه لافتة مكتوب عليها ...مكتب رئيس مجلس الادارة ...وماكادت تدخل حتى وجدت شابا أنيقا يرتدى بدلة سوداء وكراڤت بنفسجى ...جالس على مكتبه وممسكا بالقلم يدون بعض الملاحظات ...لم يثنيها هذا عن أن تنفذ ماقالته والدتها فقالت : مساء الخير يافندم
نظر إليها قائلا : مساء النور ...أهلا وسهلا ...اتفضلى يا مدام كوثر
كوثر : اشكرك يا فندم ...بس أنا آنسة من فضلك
نظر إليها قائلا : آسف ... فعلا مكتوب فى ملفك آنسة
ابتسمت كوثر وهى تنظر إلى التايير الجديد والذى كلفها مبلغا كبيرا من المال حتى ترتديه وتأتى به المقابلة
نظر إليها المدير قائلا : مهندس مدحت رئيس مجلس الإدارة وصاحب الشركة
كوثر : اتشرفت بحضرتك يا باشمهندس
المهندس مدحت : إللى عرفته من السى ڤى إنك أول مرة تشتغلى ...وإنك اتخرجتى من الكلية من سنتين
كوثر : تمام يا فندم
وظل المهندس مدحت يسأل أسئلة كثيرة ومتنوعة لكوثر وهى تحاول الإجابة بمنتهى الهدؤ واللباقة
استغرقت المقابلة ساعة كاملة ...وبعدها نهض المهندس مدحت ومد يده ليصافح كوثر قائلا : انتظرى تليفون منى يا آنسة كوثر
قامت كوثر من مكانها ثم قالت :أشكرك يا باشمهندس ...وانصرفت كوثر وهى لاتدرى نتيجة المقابلة .
دخلت كوثر إلى منزلها فوجدت والدتها الحاجة أمينة تجلس فى انتظارها ...وماكادت تراها حتى سألتها بلهفة : خير يا كوثر ؟! ...يارب يكون خير
كوثر وهى تجلس بجانب والدتها : والله ياماما مش عارفة ...بس إللى أعرفه إنه اتكلم معايا فى كل حاجة إلا الهندسة ...يعنى كل أسئلته عنى وعن حياتى
والدتها : إزاى يعنى سألك فى إيه ؟!
كوثر سألنى عن الألوان إللى بحبها ...وبشجع مين فى الكورة ...حسيت إنه عايزنى افضل أتكلم فى كل حاجة وأى حاجة عنى
أمها : يمكن يابنتى هو دة الامتحان وبيشوف طريقتك وأسلوبك فى الكلام
ضحكت كوثر قائلة : والله يا ماما طول ماأنا قاعدة قصاده ...أفتكر كلماتك بترن فى ودانى والكلمات دى خليتنى أكلمه بمنتهى الثقة
أمها : شاطرة يا كوكو ...ايوة كدة بنت أبوكِ بصحيح
كوثر وهى تضحك : بنت أبويا ؟! طيب ليه مش بنت أمى يعنى ؟!
أمها : عشان أبوكِ دة أحسن راجل فى الدنيا
ابتسمت كوثر باستغراب وأمسكت بيد أمها وقبلتها ثم قالت : معقول يا ماما بعد العمر دة لسة حبك لبابا زى ماهو ؟!
أمها : لا مش زى ماهو ...دة بيزيد ياحبيبتى كل ما السنين بتعدى ...أبوكِ هو الدنيا بالنسبة لى ...الضهر والسند والبيت والأهل
ابتسمت كوثر وهى تحتضن والدتها : ربنا يباركلك فيه يا أحلى زوجة وأجمل أم فى الدنيا
أمها : يارب تسلميلى يابنتى
أتى الحاج عبد العزيز من عمله ونظر إلى زوجته وابنته قائلا : خير يارب ؟! شكلكم كدة بتتفقوا على حاجة
ضحكت الحاجة أمينة قائلة : هانتفق عليك طبعا ياحاج
ثم صاحت كوثر قائلة : فاتك نص عمرك يابابا ...لو كنت بدرت شوية كنت سمعت الكلام إللى زى العسل إللى ماما قالته على حضرتك
نظرت إليها والدتها وهى خجلى : وبعدين يا كوثر يالا معايا على المطبخ نحضر الغدا لبابا
كوثر وهى مازالت تضحك : دى بتحبك حب كبير أوى يابابا
ضحك الحاج عبد العزيز قائلا: ياكوثر ...إللى بينى وبين أمك أكبر من الحب نفسه
نظرت كوثر إليهما قائلة : لا بقى أنا لازم أبخركم من عينى ...ولازم انسحب بهدؤ ...أنا مش قد الحب دة ...ربنا يخليكوا لى يارب
الحاج عبد العزيز: وربنا يرزقك بزوج صالح يحبك زى أنا مابحب أمك كدة
إحمر وجه كوثر قائلة : لا هروح أساعد ماما فى المطبخ أحسن
وضحك والدها قائلا : ربنا يسعدك يا كوثر
استيقظت كوثر صباحا على صوت الموبايل ...فوجدت رقم الشركة التى كانت بها بالأمس ...وأخبرتها السكرتيرة أنهم فى انتظارها غدا صباحا فى تمام التاسعة
ياترى لماذا طلبتها الشركة ؟!!
دة إللى هانعرفه بإذن الله فى الجزء الثانى من رواية ( صرخة أم ) تأليف #فاطمةعطاالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...