
خاطرة بعنوان ..
الكرامة العربية المكلومة
هتفت نسيمات الرّوح في أذن المساء ، فتراقصت أهدابه موحية بليل
السّهاد الطّويل،قالت لعشاقه وحبيبات الأنين تتلوى كأفعوان جائع منذ عرف
الوجودالوجود، لاتلهوّن بشرارات الآلام فالعروبة جريحة ، والنّسور فاغرة
فاها في صحراء الكرامة الكليمة ،رويدك فأشلاؤنا ههنا في خضم المآسي تعانق
صمت القبور .
أجهشت عيون القدر بالبكاء حين قرعت طبول الانِكسار .
حسبك منا يا كرامة فنحن أطياف تائهة في أدغال الاِنصهار الغربي ،نقاد كشاة إلى مسلخ مجهول، يعجّ بالعويل ،رويدك ياتاريخ لاتكتب عنا ،نرجوك ألاّ تلوّن صفحاتك بفشلنا.
صوت الأنين أرهق الرّوح المتعبة أيقظها من سباتها العميق' يناديها
في هزيع اللّيل العميق إلى حفل جنائزي بطقوس ملوّنة كقوس المطر الكئيب
الذي بلّلته أمطارالشّتاء .
في سكون اللّيل البهيم ذبحت الكرامة العربية على مرأى القدّيسين ودُعي لجنازتها المسلمون ،لكنهم غرقى في نهر الملذّات .
تدقّ ساعة الخطر فتنعق الغربان ،وتغادر النّوارس الشطآن ناقمة فالسّمك اليوم حزين لايريد مغادرة موطنه و لا
لايهوى الغوص في الأعماق.
الضباب يرتفع ثم يهبط أشدّ كثافة ليجثم على صدر الحنين والحنين للكبرياء العربي .
يخلو هذا الصّباح من إطلالة الفجر فقد كان وئيدا تحلّقت حوله
الأحلام داعية بدمع مهطال لك الله يا عروبتي ولك عناية الله يا كرامة
المسلمين.
بقلم .. سعيدة حيمور/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق