مذكرات امرأة في زمن الكورونا (21)
مساء الخير اصدقائي الاعزاء
اعلم انني تأخرت عليكم في كتابة مذكراتي التي اشعر معكم وانا اسردها لكم بروح الحميمية والود
ولكن الحق هذه المرة لا أسرد عليكم مذكراتي بل أنا ألجأ اليكم لطلب المشورة .
فأنا في حيرة من أمري
وتتلخص هذه الحيره فيما اسرده عليكم .
طلب صداقه
لفترة طويلة لم يكن لي إهتمام بأن انظر الي طلبات الصداقه فانا لا أقبل
اصدقاء من فترة حيث اني اكتفي بما لدي من أصدقاء ممن احب أن أقرأ لهم حرفهم
واعتز بقلمهم .
منذ عدة أيام وانا اتصفح الفيسبوك إستوقفني بشدة طلب
صداقه ورساله صغيره من إحدي زميلاتي القدامي تسألني عن أحوالي وأخر اخبار
كتاباتي ،
الغريب أن تاريخ هذه
الرسالة يعود لأكثر من سبعة أشهر
،وللاسف لم أنتبه إليها ،والامر المحزن أن زميلتي هذه توفاها الله مع بدايه
جائحة الكورونا .جلست أنظر الي طلب الصداقة والرسالة لفترة ،غمرتني ذكريات
عديدة ،وتملكتنيى
مشاعر غريبة ،مزيج من الدهشه والإحساس بالذنب ،مع عدم استيعاب ما يحدث ،
توقف عقلي عن التفكير للحظات ،ثم بدأ يزيح الغبار عن العديد من المواقف
والأحداث .مواقفها معي فيما كان يمر علي من احداث وكيف كانت سند ودعم كبير
لي .ومواقفي مع ما مر بها من محن ,شريط كبير دار أمامي .ظلت رغم
ظروفهاالصعبه إنسانه متفائلة ،لا تفارق الإبتسامة وجهها ،كانت تقابل
مشاكلها بالصبر وبنفس راضية وعزيمة كنت احسدها عليها .
عندما كنت التقيها أشعر أن الدنيا لا تزال بخير ،عندما كنا نتحدث لأواسيها أجدها هي من تشد ازري وتواسيني وتشجع قلمي بحب وعطاء .
كنت أسال نفسي كيف تملك كل هذه العزيمة والروح المعطأءة .
كانت شخصية من نوع فريد .
وكانت مصدر طاقة وإلهام لكل من تعرفه .
مرت السنون ،وانقطعت كل أخبارها عني لسفرها .حتي تلقيت رسالتها هذه ،ولكن بعد ماذا؟
وأين هي الآن ؟!؟
عصفت بنفسي مشاعر اخري غريبة مثلما تعصف الرياح بأوراق الشجر الجاف ،شعرت
كأنني تلقيت رسالة من العالم الٱخر ،رسالة من إنسانة كنت أعرفها جيدا
،انسانه مثلي ومثلك كانت لها حياة كاملة بكل ماتحملها الكلمة من معني
،انسانة كانت تمشي بيننا ،تعيش نفس الهموم ،نفس الاحزان ،نفس المشاكل التي
نعيشها كل يوم ،لكنها الأن لم تعد لها وجود .
ماذا أفعل الان !؟!؟
سألت نفسي وأنا أنظر
مرة لطلب الصداقة وإلي السماء مرة أخري ،لم يحدث لي موقف كهذا من قبل ،
هل أقبل طلب الصداقة تحقيقا الأمنية صديقتي حتي لا أنساها وأظل أتذكرها
بين الحين والآخر ،أم انتظر وأعطي نفسي فرصة للتفكير لأنني في حالة
الموافقة ستظل صفحتها أمامي كلما أردت تصفح الفيسبوك ،ستذكرني ليس فقط بها
،بل ستذكرني أيضا بحقيقة الدنيا التي أعيشها والنهاية الحتمية التي
تنتظرني ،وستذكرني
ايضا بالأسئلة التي دائما ما تراودني وهي ،متي ؟ واين ؟ وكيف ؟ ستكون هذه النهاية ؟ وماذا سيحدث لي بعد ذلك ؟
دوامة من الأفكار والمشاعر انتشلني منها اتصال هاتفي وانصرفت بعد ذلك لأداء أعمالي وشغلتني الدنيا كعادتها،
هدأت العاصفة بداخلي تدريجيا، وتناسيت طلب الصداقة بصورة مؤقته ،وأصبح يلح
علي بين فترة وأخرى عندما انظر لصفحتي علي الفيسبوك ،فيعود إلي نفس
الشعور والحيرة القديمين ،ويتبادر إلي ذهني نفس السؤال الصعب ،
هل أقبل طلب الصداقة أم لا !!؟
بقلم .. الأديبة .أ .
توتو الخميسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق