غَضَّ النَّرجسُ العينَ حينَ رآنا
واستحيَتِ الأغصانُ والألوانُ
يا زهرةً في القلبِ نبضُ حكايةٍ
تنسابُ شوقًا، والهوى عنوانُ
يا نرجسًا كالصمتِ، يشدو حكمةً
كأنّه الآياتُ والميزانُ
لا تُخْفِ حبًّا قد تسامى سرُّهُ
فالحبُّ في عينيكَ يُستبانُ
قبّلتُها، والليلُ يهمسُ حولنا
والريحُ تُنشدُ في الفضاءِ ألحانُ
قلتُ: اغفري للنرجسِ استيقاظَهُ
فالسرُّ في أعماقِنا أمانُ
يا زهرةَ النرجسِ، حديثُكِ حكمةٌ
تُتلى كدرسٍ في الهدى وتُدانُ
الحبُّ إن صدقَ الشعورُ برقّةٍ
لا يخشى أعينَ من رأى الإنسانُ
قبّلتُها، فتفتّحت أزهارُنا
وأفاقَ في أحضانِنا البستانُ
قالَتْ لي الأزهارُ: عِشْ حُبَّك الذي
يمضي كقطرِ الندى، ولا خسرانُ
فالحبُّ سرٌّ بينَ روحينِ ارتقى
تُغنيه أفراحُ المدى وأمانُ
وإذا غفا العشقُ على أهدابِهِ
ظلَّ الجمالُ بهِ يحوطُ مكانُ
يا نرجسًا يشدو الحكيمُ بصمتهِ
عيناك مرآةٌ، وأنتَ بيانُ
قبّلتُها، والكونُ يزهرُ حولنا
كأنّما العشاقُ هم العنوانُ
طارق العابودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق