((رجال حول الرسول))
((ابو ذر الغفاري عدو الثروات))
(الحلقة الأولى)
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
+جاء البطل من قبيلة (غفار) متنكرا يبحث عن محمد عليه الصلاة والسلام فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد ويستمع إليه لفتكوا به و لكنه لايرى بأسا في أن يفتكوا به بعد أن يقابل الرجل الذي قطع الفيافي ليراه وبعد أن يؤمن به أن اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته٠٠ ومضى يستمع الأنباء من بعيد وكلما سمع قوم يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه٠٠
(( اسلام ابي ذر ولقائه مع النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم))
///////////////////////////////////وفي صبيحة يوم ذهب إلى هناك فوجد النبي صل الله عليه وآله وصحبه و سلم جالسا وحده فاقترب منه وقال : نعمت صباحا يا اخا العرب٠٠٠فأجاب الرسول: وعليك السلام يا اخاه٠٠٠قال ابو ذر: اشدني مما تقول ٠٠٠٠ فأجاب الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: ماهو بشعر فأنشدك ولكنه قرآن كريم٠٠٠قال ابو ذر اقرأ علي ٠٠٠فقرأ النبي وأبو ذر يصغي٠٠ولم يمضي وقت غير قليل حتى هتف ابو ذر : اشهد ان لا اله الا الله٠٠٠ واشهد ان محمدا رسول الله ٠
وسأله النبي: من اين انت يا اخا العرب ٠٠؟. فأجابه ابو ذر : من غفار٠٠وتالفت ابتسامة على فم النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم واكتسا وجهه بالدهشه والعجب٠٠وضحك ابو ذر كذلك فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه رسول الله صل الله عليه وآله وسلم حين علم ان هذا الرجل الذي يجهر بالإسلام من غفار!! فغفار قبيلة مشهدوة لها في قطع الطريق واهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع فهم حلفاء الليل والظلام والويل لمن يسلمه الليل إلى واحد من غفار٠٠٠٠اسلم ابو ذر ر وكان ترتيبه في المسلمين الخامس او السادس وحين اسلم ابو ذر كان النبي يهمس بالدعوة همسا٠٠ولم يكن أمام ابي ذر إلا أن يحمل إيمانه بين جنبيه وقبل ان يتسلل مغادرا مكة وعائدا إلى قومه لابد من أمر يجب أن يفعله٠٠٠٠ ولكن ابأ ذر. جندب ابن جنادة يحمل طبيعة فوارة جياشة٠٠لقد خلق هذا البطل ليتمرد على الباطل أنى يكون٠٠لقد توجه هذا البطل إلى الرسول فور إسلامه بهذا السؤال: بماذا تأمرني يارسول الله؟ فأجابه الرسول : ترجع إلى قومك حتى يبلغك امري؟فقال ابو ذر : والذي نفسي بيده لا ارجع حتى اصرخ بالإسلام في المسجد ٠ نعم انها طبيعته المتمردة الجياشة٠٠ ويمتثل لأمر الرسول الذي آمن به٠٠وكيف يرجع إلى أهله صامتأ هذا أمر فوق طاقته٠٠هناك دخل المسجد الحرام ونادى باعلى صوته ((اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله))كانت هذه اول صيحة في الاسلام تحدت كبرياء قريش وقرعت اسماعها رجل غريب ليس له في مكة حسب ولا نسب ولا حمى ٠٠ فاحاطوا به مشركين قريش وانهالوا عليه ضربا مبرحا حتى صرعوه وترام النيأ الى العباس بن عبد المطلب عم النبي فجاء يسعى إليه ٠٠وما استطاع أن ينقذه من بين أيديهم إلا بالحيلة الذكية فقد قال لهم : ((يامعشر قريش انتم تجار وطريقكم على غفار وهذا رجل من رجالها أخشى أن يحرض قومه عليكم يقطعوا قوافلكم الطريق)) فثابوا إلى رشدهم وتركوه ٠ ولكن ابأ ذر ذاق حلاوة الإيمان وهكذا لايكاد في اليوم الثاني -- وربما في نفس اليوم يلاقي امرأتين تطوفان بالصنمين( اساف ونائلة) وتدعوهما حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا٠٠ فتصرخ المراتان ويهرول الرجال كالجراد ثم لايفتأون يضربونه حتى يفقد وعيه٠٠ وحين يفيق يجهر بالشهادتين ((اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله)) ويدرك الرسول صل الله عليه وآله وسلم طبيعة تلميذه الجديد الوافد وقدرته على مواجهة الباطل ء٠٠بيد أن وقته لم يحن بعد فيعيد الرسول أمره إلى ابو ذر بالعودة إلى قومه حتى إذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه٠٠ ويعود البطل إلى قومه وعشيرته فيحدثهم عن الإسلام وعن ماجاء به النبي الذي ظهر والذي يدعو إلى عبادة الله وحده ويهدي الى مكارم الأخلاق ويدخل أبا ذر قومه في الاسلام واحدا اثر واحد ٠٠ولايكتفي هذا البطل بإسلام قبيلته بل انتقل الى قبيلة( اسلم) فيوقد مصابيحه فيها لهداية الإسلام ٠٠وتتابع الايام رحلتها في موكب الزمن ويهاجر الرسول الى المدينة ويستقر بها وذات يوم تستقبل المدينة من المشاة والركبان والنساء والاطفال على مشارفها فاذا رأهم الرائي حسبهم جيشا مغبرا من جيوش الشرك واقترب الموكب اللجب ٠٠ ودخل المدينة المنورة ويمم البطل ابو ذر وجهه شطر مسجد الرسول صل الله عليه وآله وسلم ومقامه الشريف لقد كان الموكب قبيلة (غفار) وقبيلة( اسلم) جاء بهم ابو ذر جميعا مسلمين رجالا ونساء وأطفالا وشبابا وشيوخا٠٠وكان الرسول صل الله عليه وآله وسلم يزداد عجبا ودهشة من هذا البطل الغفاري بالامس كان رجلا واحدا أمامه واليوم أصبح أمة في دعوة قومه للإسلام ٠
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق