رجال حول الرسول
جعفر بن ابي طالب
(( الحلقة الثانية. ))
*اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم
ولنكمل المناظرة الخالدة بين وفد قريش وجماعة المهاجرين بقيادة سفير السلام الاول جعفر الطيار مع داهية قريش حيث كان أدهى العرب واذكاهم عمرو بن العاص أمام فتى بني هاشم وتمة الغلبة رغم الدهاء والمكر والخديعة التي استعملتها قريش أمام سفير عميد الرسالة الإلهية سيد الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم ٠٠٠ومرت الايام وكان الرسول (ص) في المدينة يحتفل بفتح (خيبر) حتى طلع عليهم النورالهاشمي القادم من الحبشة ليكمل فرحة النبي (ص) باعظم تعبير حين عانقه بشوق مفرط وحنان دافيء وقال عليه الصلاة والسلام ((ايهما اسر بفتح خيبر ام بقدوم جعفر)) وحينما سمع الفتى الهاشمي اخبار بدر وأحد واخبار اصحابه الذين سقطوا شهداء وقدموا أنفسهم قربان لله عز وجل دمعت عيناه وطار فؤاده شوقا الى الجنة وأخذ يتحسن الفرص للشهادة ويترقب لحظتها المجيدة وكانت غزوة مؤتة التي تتحرك راياتها في الافق متأهبة للزحف والمسير ورأى (جعفر ) فرصة العمر أما أن يحقق نصرا لدين الله أو الشهادة وكانت معركة مع أكبر امبراطورية عظيمة وهي الروم في عظمتها وتجهيزها العسكري وقد جعل رسول اللّه قادة المعركة ثلاثة زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وجعفر بن ابي طالب وبينما كان جعفر تأخذه الرهبة عندما بصر الروم في مائة ألف مقاتل وإذا به تأخذه نشوة عارمة في أنه سيقابل انداد اكفاء والتحم الجيشان في قتال ليس له نظير في التاريخ وما كادت الراية تسقط من يمين زيد بن حارثة حتى تلقاها جعفر باليمين ومضى يلتقيها بأقدام خارق رجل لايبحث عن النصر بل يبحث عن الشهادة وأخذ يرتجز ويقول:
ياحبذا الجنة واقترابها***طيبة وبارد شرابها٠
والروم روم قد دنا عذابها*** كافرة بعيدة انسابها٠
وأدرك الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتلهم وكأنه جيش لجب واحاطوا به واطبقوا عليه من كل جانب وضربوه بسبوفهم فقطعوا يمينه وقبل أن تسقط الراية لفتى بني هاشم احتضن الراية بعضديه في هذا المشهد الرهيب تركزت كل مسؤوليته في أن لايدع راية رسول الله أن تلامس التراب وهو حي وحين تكومت جثته الطاهرة كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه الطاهر ونادت خفقاتها ((عبدالله بن رواحة)) فشق الصفوف كالسهم نحوها وأخذها بقوة ومضى بها إلى مصير عظيم ٠٠ وهكذا صنع جعفر الفتى الهاشمي اعظم موته من أعظم موتات البشر٠٠٠!!وهكذا لقي ربه المتعال مقداما بفدائيته عظيما ا ببطولته وانبأ العليم الخبير رسوله الكريم بمصير المعركة وبمصير جعفر فاستودعه الله وبكى٠٠٠ وقام إلى بيت ابن عمه ودعا باطفاله وبنيه فشممهم وقبلهم وذرفت عيناه من الرحمة٠٠٠ثم عاد إلى مجلسه واصحابه حافون به ووقف شاعر الاسلام حسان بن ثابت يرثي جعفر ورفاقه:
غداة مضوا بالمؤنين يقودهم***إلى الموت ميمون النقية ازهر٠
اغر كضوء البدر من ال هاشم***ابي اذا سيم السلامة مجسر٠
فما زال في الاسلام من آل هاشم ***دعائم عز لا يزلن ومفخر٠
وبعد حسان قام كعب بن مالك في رثائه في قصيده خلدها التاريخ:
صلى الاله عليهم من فتية***وسقى عظامهم الغمام المسبل٠
صبروا بمؤتة للإله نفوسهم***حذر الردى ومخافة أن ينكلوا٠
كان جعفر خير الناس للمساكين وكان أجود الناس بماله وروحه وهو حي فلما جاء أجله أبى إلا أن يكون من اجود الشهداء واكثرهم بذلا ٠٠٠وقد بشر الرسول الكريم أهله فقال لهم أبشروا ال جعفر ((والله لقد رأيته في الجنة٠٠له جناحان مضرجان بالدماء مصبوغ القوادم ))
سلاما لك ايها البطل الشهيد وجزاك الله عنا وعن الإسلام كل الجزاء طبت حيا وميتا يافتى بني هاشم عليك من الله السلام٠
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق