الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

حب السراب ===== الأديب/ حسن عبدالمنعم رفاعي

 

حب السراب
============
على مقاعد الحب كنا نجتمع معاً، أنا أطالعك بشغف ومودة وأنت تلقيني بلامبالاة وبرود عله يواري حقيقة حبك الطفولي البريء لي. وتضم قلبينا بذات النبض والشغف ما انفكت عيناي عن ملاحقتك وما برح الفؤاد مقعد فؤادك الشاغر لي. تبعث بجوفه الدفء والأمان على الدوام، وطلباً لري ما يجنّه لها من حب وغرام. وجهه الطفولي الذي يدس السكينة بقلبها، قادته للمشي سوية على دروب العلم برغبة جامحة للدراسة، فهي العامل المشترك والقاسم الموحد بينهما، حتى نجحا بتفوق لتفخر مني بصنيع احمد ،فتمنحه هدية تكافئ نجاحه، يقبلها على خديها بعفوية، وعينيه تغرغران فرحا ، قائله :أنا أحبك وكثيرا .لم يهتم كثيرا لما قالت وشكرها ومضي. كانت تحبه بجنون برغم ما حدث له منذ تخرجه وعمله بشركة كبيرة واندماجه في الاوساط الراقية . بدأت المسافات تتباعد بينهم وأخذ يتنقل من فتاة الي اخري. وتحاول استعادته. ولكن بات كل جهودها بالفشل.
وذات يوم ذهبت لنادي الذي دائما يذهب اليه في محاولة اخيره. كانت الشمس تلملم شعورها الذهبية عائد مرقدها .أوقفت سيارتها أمام النادي . ووقفت أسفل احد الأشجار السامقة العتيقة تنتظر خروجه, انزاحت الايشارب الذى يؤطر رأسها فانساب الشعر الأسود الخيلي على كتفيها وخلعت عباءتها . لظهر فستانها الأزرق القصير يبرز مفاتن جسدها و نهدين شامخا في إباء وبدأت في ضبت هندمها وتجميلها ونثرت عطر الياسمين الفواح , فعلت كل هذا وهى شارده تنظر الى وجهها في مراه السيارة تحدث نفسها, انه أميري وفارس أحلامي عشت ردحا من الزمان أهيم عشقا به ولكنه لا يبالي يجب ان أرغمه على ان يراني . سأستخدم كل اسلحتي ودهاء المرأة. لقد حان الوقت لأوقعه في شباكي, سأكبله بأصفاد الحب والوجد والعشق, وعندما راته يخرج من باب النادي رأته قادما تتأبط زراعه أخرى فاتنة تخطف أنظار الجميع , ترجلت من سيارتها وسارت بخطوات رشيقة وئيدة نحوه تستعرض أنوثتها وجسدها المنحوت من المرمر والابتسامة تعلوا شفتيها , مر الى جوارها وقد تجاهلها .وكانه لم يراها كان مبهوتا مأخوذا بمن تتعلق بزراعه , حينها تسمرت في مكانها وكان الدنيا ترور من حولها . نكست رأسها وعادت أدراجها و الحزن والألم يعتصر فؤادها . ارتدت عباءتها وعقصت شعرها بالإيشارب الأسود وأزالت مساحيق التجميل بدموعها التي بللت وجنتيها. ومضت مسرعة بطريق بلا عودة...
تمت في/8/10/2024
===========
الأديب/ حسن عبدالمنعم رفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...