آخرها رحيل

بقلم عزيز بلغازي زناتي
على شُطآنِ العمرِ، نَرسو، والحُلمُ فوقَ الأهدابْ
نُسابقُ الريحَ، والعزمُ كالنارِ في صَدرِ الجبالْ
نُلقي شِباكَ الأملِ، ونطوي الخوفَ كالسرابْ
نحيا بقلبٍ صامدٍ، يعشقُ المواجهةَ والقتالْ
نخوضُ بحرَ المصاعبِ، لا نهابُ كيدَ الليلِ المديدْ
نسطرُ في مسارِنا شِعراً يُخيفُ حتى الحديدْ
نرفعُ رؤوسَنا كالنجمِ، لا نميلُ ولا نلينْ
نسيرُ كجُندٍ في عَزيمةٍ لا يَكسِرُها العَناءْ
وإن دارَ الزمنُ علينا، وأغلقَ علينا بابَ اليقينْ
فالنهايةُ ليست إلا بدايةً نحوَ ضياءٍ وسَناءْ
أيها الطريقُ الصعبُ، سنمضي فيكِ مهما طالَ المدى
لنخُطَّ أقدارَنا بأيدينا، ونصنعَ من الأحلامِ المدى
أقسمنا أن نمضي، وأن نَحفرَ أثَرَنا في كُلِّ ميلْ
أن نُضيءَ دربَ من سيأتون، ولو كان الليلُ طويلْ
فإن كان الرحيلُ قدرَنا في هذا المسيرِ الثقيلْ
سنرحلُ كأبطالٍ، تاركينَ خلفَنا أثَرَ النخيلْ
فيا أيها القدرُ، وإن كان آخرُنا رحيلْ
سنغرسُ في طُرقاتنا نجمًا، ونمضي كالعليلْ
فلسفة القصيدة:
في هذه القصيدة، يتبنى عزيز بلغازي زناتي رؤية فلسفية شجاعة للحياة، حيث تعتبر الرحلة مليئة بالتحديات، ولكن الشجاعة والتصميم هما اللذان يمنحانها طعمها وقيمتها. النهاية، حتى لو كانت رحيلًا، هي جزء من الرحلة الكبرى، تُمثّل قوةً ومصدر إلهام لمن سيأتي بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق