الجمعة، 25 أكتوبر 2024

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (١) إعداد وتقديم .. مجدي مختار

 قد تكون صورة ‏نص‏

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (١)
(١) - دعوة الشريعة الإسلاميَّة لالتزام القول الحسن.
- إنَّ ديننا الإسلامي هو دين المثل والقيم والأخلاق، وما أرسل نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلا ليتمِّم صالح الأخلاق، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ" (رواه أحمد)
- لقد رغبتنا الشريعة الإسلاميَّة في التزام القول الحسن لما فيه من القضاء على نزغات (إفساد) الشيطان بيننا، فالشيطان قد يقلب الكلام السَّيئ إلى عداوة، وخصومة، وأفعال لا تُحمد عقباها، وصدق الله إذ يقول مخاطبًا نبينا - صلى الله عليه وسلم: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا" [الإسراء: ٥٣]
- أي: ظاهر العداوة لبني الإنسان، منذ أُمر بالسجود لأبيهم آدم (عليه السلام).
- كذلك رغبتنا الشريعة الإسلامية في التزام القول الحسن لما له من أثر كبير في إصلاح النفوس، وإذهاب ما بها من المساوئ والرذائل، وإقلاب العدو اللدود إلى صديق حميم، فقال سبحانه وتعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" [فصلت: ٣٤ - ٣٥]
أي: وما يقبل هذه الوصية، ويعمل بها إلا من صبر عليها، فإنها من الأمور الشاقة على النفوس، "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"، أي: ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والأخرة.
- وبيَّنت لنا الشريعة الإسلاميَّة أن الله - عزَّ وجلَّ - في عليائه لا يحبُّ القول السَّيئ ولا يرضى بالجهر به إلا في حالة الظلم فقط، فقال تعالى: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا" [النساء: ١٤٨]
- كما بيَّنت الشريعة الإسلاميَّة أنَّ التزام القول الحسن أمرت به الأمم السَّابقة، فهو من القواسم الأخلاقية المشتركة بين جميع الأمم، وهذا أدعى لتآلفها، وصدق الله إذ يقول: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" [البقرة: ٨٣]
- وها هو نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "...وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" (اللفظ لمسلم)
فالقول الخير: هو القول الحسن، الداعي إلى حق، أو هدى، أو صواب... وهكذا.
اللَّهُمَّ احفظ ألسنتنا من السُّوء يا ربَّ العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...