
بسم
الله نبدا الجزء الثالث من روايتي فارس الشجرة Lord of the tree .....
الفصل الأول الجزء الأول. ..... وقبل أن يخرج الفارس البيرت ومساعده الفارس
باول وجنودهما من حديقة الحصن وهم ما يزالون في الطريق المعبده بين
الأشجار إلى بوابته الاماميه سمع الفارس البيرت صوتا يناديه من الخلف ميزه
بصعوبه من ضوضاء حوافر الخيول فالتفت إلي الخلف بإتجاه الصوت قبل أن يقول
يا إلهي لما رأى مصدره ثم ألتفت إلى مساعده الفارس باول الذى يسير إلي
يساره وقال له اسبقني انت والجنود وسالحق بكم بعد قليل فقال له
باول امرك يا سيدي ونفذ الأمر علي الفور في حين أوقف البيرت حصانه واتجه
به ناحية القادم إليه من الخلف وهو يقول في نفسه يا إلهي لقد استعجلت
الرحيل رغم اللام الجسد وجراحه فلا تجعلني يا إلهي سببا في اللام القلب
ونواحه وأجبر بخاطري يا إلهي ولا تحملني ما لا أطيق ثم إنتبه البيرت على
صوت ايزابيل ابنة الحاكم صموئيل يقترب أكثر ويعلو علي صوت حوافر حصانها
التي تنهب الأرض نهبا لتقترب به ويقترب بها من البيرت وهي تنشد وتغني باعذب
الكلمات واطرب العبارات وشجي النغمات التي تثني بها علي البيرت لانقاذها
أكثر من مره من أيدي مجرمي الجبال وعلي شجاعته وبطولته وشهامته ثم تلومه
بها على استعجاله الرحيل وعلي عدم وداعه لها قبل رحيله ثم تحثه على العوده
إليها مرة أخرى والارتباط بها وأنها إن لم يفعل فسوف تنتظره مهما طال
البعاد وأنه قد ذاد لديها العناد ولن تيأس حتي يتم لها المراد ولما انتهت
ايزابيل من انشودتها كانت قد اقتربت منه بحصانها فقال لها البيرت أرجوك يا
سيدتي أنا لدي مهمة مع جلالة الملك ويجب ألا أتأخر عليها كما أن هناك أناس
قد يقتلون في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل بسبب إفساد وتغول البعض منا بنو
آدم ثم توقف البيرت عن الكلام لبرهة أطلق خلالها من صدره تنهيده طارت
الطيور من شدتها وتركت أغصان الشجر قبل أن يعود البيرت بنظره إلي ايزابيل
وهو يقول ولا يمكنني الآن أن أغادر حتي اطمأن عليكي فلا تصعبي علي أموري
ارجوكي يا سيدتي هيا عودي إلي داخل الحصن فقالت له ايزابيل لن أعود حتي
تعطيني وعدك فحدق البيرت في السماء وهمس في نفسه وقال يا إلهي أرجوك يا من
استجبت دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت عليه وعلى سيدنا محمد الصلاة والسلام
استجب دعائي يا كريم ثم إنتبه علي صوتها وهي تقول عدني بأنك إن لم توفق في
حبك الأول أن تعود إلي وألا يطول غيابك وقتها لأني وكما قلت لك سابقا
سأنتظرك فتنفس البيرت الصعداء وأكمل همسه في نفسه وقال أشكرك يا الله ثم
إنتبه لها وقال ولكنك بهذا تظلمين نفسك يا سيدتى فحدقت فيه ايزابيل قبل أن
تقول له لقد تحدثنا في هذا الأمر سابقا ولن اناقشه معك مجددا حتي لا تتأخر
علي مهمتك إلا أني وكما قلت لك لن أعود إلى الحصن حتي تعطيني وعدك فادرك
البيرت بأنه لا سبيل أمام عنادها إلا أن يعدها وقال لها أعدك يا سيدتي بما
قلتيه إلا أني احررك من اي التزام تقطعينه علي نفسك تجاهي فحدقت فيه مجددا
وقد اختفت معالم وجهها أمام غزارة دموعها ثم ابتسمت رغم ألمها وحزنها
وبكاءها قبل أن تقول له لقد اسرتني مجددا أيها الفارس النبيل ثم جذبت لجام
حصانها فانصاع لها وكأنه يود الخروج بها وبنفسه من أسر الموقف إلى متسع
الجناين وانطلق عائدا بها إلى داخل الحصن والبيرت يتابعهما مشدوها متثمرا
في مكانه للحظات قبل أن ينتبه لصهيل حصانه الذي وكأنه الآخر يود أن يأخذ
فارسه إلى رحاب أوسع ليبعده عن هموم قلبه إلي هموم أخرى قد تكون أقل دراوه
فقال له البيرت اهدا يا صديقي أم أن مهرة السيده ايزابيل قد راقت لك فهدا
الحصان من صهيله قليلا إلا أنه عاد ليذيد من صهيله مرة أخرى وهو يطوح برأسه
في إتجاه آخر فانتبه له البيرت ليري من على البعد حصانا آخر ينهب الارض
نهبا باتجاههما وفارسه علي ظهره يلوح بيديه حتى بدأ في الاقتراب قبل أن
يسمعه البيرت يقول انتظرني يا سيدي فحدق فيه البيرت ليجده رجل القريه
ايفار ولما اقترب الأخير قال له البيرت صديقي ايفار ما الذى أتى بك ولماذا
تركت الجميع وحفلهم الكبير فأجابه ايفار بقوله تركتهم لكي اتبعك يا سيدي
فحدق فيه البيرت مستوضحا قبل أن يكمل ايفار قوله أرجوك أن تقبلني تابعا
وخادما لك يا سيدي فقال له البيرت ما هذا الذي تقوله يا صديقي وكيف تترك
قريتك وأهلك فحدق فيه ايفار قبل أن يقول له لقد قلت لك سابقا يا سيدي أنه
ليس لي من أهل يسألون عني كما أنك ومنذ أن عرفتك قد أصبحت كل اهلي فقال له
البيرت أنت تعرف أن هذا شيئا يسعدني كثيرا ولكن أهل القريه الآن كلهم
ممتنون لك وقد صارو جميعهم اهل لك بعد أن ساعدتني في تحرير فتياتهم من
مجرمي تلك الجبال فقال له ايفار معك حق يا سيدي وقد لاحظت أنا ذلك وسعدت به
كثيرا ولكن كل هذا ما كان يمكن أن يتحقق إلا بك انت فأنا لم ولن أنسي أنني
يوما كانت أسيرا عند أهل قريتي ومتهم لديهم بالخيانه قبل أن تأتي أنت يا
سيدي وتحررني أولا من ضعف نفسي وخستها قبل أن تحررني من أيديهم وتعطيني
الفرصه لاكفر عن خيانتي لهم ثم توقف ايفار عن الكلام لبرهه لما أغرقت دموعه
عيناه قبل أن يحاول التماسك ويقول حتي صرت إلي ما أنا عليه الآن محبوبا
مكرما لديهم ثم توقف ايفار عن الكلام نهائيا لما امتلء فمه بدموعه فقال له
البيرت أهدا يا صديقي وكفكف دموعك ثم أعطاه وقته ليفعل قبل أن يعود البيرت
ويقول له إن كل ما تحقق إنما هو من فضل الله تعالى وما كان ليتحقق إلا لأن
معدنك أصيل وأنا ما فعلت شيء أكثر من اني قد ازلت عن بصيرتك بعض الغبار
فحدق فيه ايفار قبل أن يقول له من أجل هذا يا سيدي أريد أن اتبعك وأن اكون
إلي جوارك دائما حتى تنجلي بصيرتي جيداً لأجد بقية نفسي فما يزال هناك
الكثير مما أود أن اتعلمه منك فابتسم له البيرت قبل أن يقول له كلنا يتعلم
من الاخر وفوق كل ذي علم عليم يا صديقي فاوما له ايفار برأسه إيجابا قبل أن
يكمل البيرت قوله ولكنك في مصاحبتي تكون في ترحال دائم وخطر محقق فهل
تستطيع أن تتحمل كل ذلك فاوما له ايفار برأسه إيجابا قبل ان يقول له لقد
تعلمت من المده القليله السابقه التي صاحبتك فيها يا سيدي إن قلب الخطر مع
من نحب ونثق هو الأمان كله فابتسم له البيرت مجددا قبل أن يقول له ألم أقل
لك أنه كلنا يتعلم من الاخر يا صديقي فابتسم له ايفار بدوره وقال هذا يعني
انك قد قبلت أن اتبعك يا سيدي فاوما له البيرت برأسه إيجابا قبل أن يقول له
أجل قبلت أن يتبع الصديق صديقه فظهرت السعاده على وجه ايفار رغم دموع
عينيه وهو يقول مبتسما أشكرك يا سيدي أشكرك فاوما له البيرت برأسه إيجابا
قبل أن يقول له والآن هيا بنا حتى نلحق بالفارس باول والجنود فالطريق ما
زالت أمامنا طويله فاوما له ايفار برأسه إيجابا قبل أن يقول له بكل سعاده
هيا يا سيدي وانا اتبعك إلي حيث ما تريد ثم انطلقا معا بحصانيهما إلي خارج
الحصن ليلحقا بالفارس باول وبقية الجنود ......... مع أطيب تحياتي الأديب
محمد يوسف
سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...