والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ (٣)
حياء النبي صلَّى الله عليه وسلم:
كان النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أشَدَّ النَّاسِ حَياءً؛ فعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: "كان النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أشَدَّ حَياءً من العَذراءِ في خِدْرِها، وإذا كَرِه شيئًا عُرِفَ في وَجْهِه". البخاري
حياء الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - من اللهِ:
- ومن مَظاهِرِ حيائِه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حياؤُه من خالِقِه - سُبحانَه وتعالى - وذلك لمَّا طلب موسى - عليه السَّلامُ - من نبيِّنا - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في ليلةِ الإسراءِ أن يراجِعَ رَبَّه في تخفيفِ فَرضِ الصَّلاةِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى آتِيَ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا افْتَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي".
حياء الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - من النَّاسِ:
من ذلك ما جاء عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: "أنَّ امرأةً سألت النَّبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عن غُسلِها من المحيضِ، فأمَرَها كيف تغتَسِلُ، قال: خُذي فِرْصةً منِ مِسكٍ فتطَهَّري بها، قالت: كيف أتطَهَّرُ؟ قال: تطَهَّري بها! قالت: كيف؟ قال: سُبحانَ اللهِ! تطَهَّري! فاجتَبَذْتُها إليَّ فقُلتُ: تتَبَّعي بها أثَرَ الدَّمِ". البخاري
اللهُمَّ زيِّنَّا بالحياء والعفَّة، وأغننا بحلالك عن حرامك يا أرحم الرَّاحمين.
يُتبع إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق