رضا الناس غاية لا تدرك
من كلام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ في صفة الصفوة: عن الربيع بن سليمان قال: قال لي الشافعي، يا ربيع: رضا الناس غاية لا تدرك، فعليك بما يصلحك فالزمه؛ فإنه لا سبيل إلى رضاهم.
- وهذا كلام صحيح؛ لأن قلوب الناس متقلبة، والنوايا مختلفة، ولن يجتمع الناس على إنسان مهما كان، وربما من أحبك أمس تغيَّر لك الآن، ومن أبغضك أمس أحبك الآن؛ وانظر إليهم لم يجتمعوا على خالق الكون؛ فهناك ملحدون، لا يؤمنون بوجود الله.
كذلك لم يجتمعوا على رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - فما زال هناك من يتبعون ديانات غير الإسلام.
- ومن هنا نعلم أنه لا يمكن لأحد أن ينال رضا جميع الناس، لذلك يجب الحرص على مرضاة الله وحده، وعدم التماس رضا الناس بما يسخطه، ففي الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. وصححه الألباني. اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك، واكفنا بذاتك العليا عن الدنيا ومغرياتها.
دمتم بكل خير وصحة وسعادة وراحة بال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق