( المُتَبَجِّح)
صاحبنا هذا ، لايحمل شهادة أكاديمية ولا هو مختص بالإعلام مدعٍ وآهم ، بوق لمجده الواهي ، الزَّين يُجيره لنفسه ، والشِّيْنُ لغيره ، فهو مُزيِّن يُجمل كل فعل يقوم به .
لو سألته في أي قضية أفتى لك ، فهو العارف الكاشف لخفايا الأمور والدهور من خلف سبع بحور ، وهو لايعرف فتحة أذنه من فتحة التنور ، يدعي المجد كله .
يذكرني هذا الرجل بقصة الذبابة التي إختفت تحت ذنب ثور الفلاحة من الصباح للمساء ، وفي طريق عودتها سألتها نحلة :
أين كنتِ ؟ ردت الذبابة : كنا نحرث الأرض ، بكد وجد وعناء ، أما أنت أيتها النحلة لا تعرفين سوى التلهي بين الزهور وتسكرين من الورود ، مملوءة البطن متخمة ثَمِلَة،من حسن أدب النحلةوتأدبها
،حلمها حملها أن تتغافل وتتعامى عن قذارة الرد ، وتسمو بقامتها عن سفاسف القول ودرنه .
صاحبنا هذا لا يعرف كيف تكون لباقة المأكل والمشرب ، يحدثك عن طيب مأكله و يزينه لك ويُجمله ويستفيض ويطنب بالقول والشرح ،حتى تظن نفسك أنك جاهل ، لتكتشف أن ذلك المُزيَّن يأكل معدة وإمعاء ، فهو لايعرف طعم فيه .
ربطة عنقه كحبل بعنق بغل ، يحدثك عن آخر الموضة وآخر ما كان منها وكأنه مصمم أزياء باريسي فذ،يرفع يده ويمتد
بقامته ويشرح عن الإناقة والنقاوة ،
واللباقة واللياقة ، وما أن يرفع يده لتظهر سحابة صفراء تحت أبطه تمطر قذارة على قميصه ، تجعلك في تقزز لدرجة الإستفراغ .
سبحته.. مرة يقول أنها من العقيق، ومرة من العاج وثالثة من الكهرمان ، صادف قوله ذات مجلس وجود خبير بهذاالشأن
،فقال له هذه السبحة تسمى( بعر الماعز) مصنوعة من نواة الزيتون وخيطها يسمى ذنب الفأر،فدخل في سجال معه ماانتهى
ليومنا هذا ، يريد أن يقنعه بأن بعر الماعز في سبحته،أثمن من عاج الخبيروعقيقه.
فزيف إعلامه وتبجحه سرعان ما يذوب ويتلاشى ، كما بعر ماعزه . وتبقى حقيقة اللؤلؤ والمرجان .
د.عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق