الخميس، 18 يناير 2024

( المُتَبَجِّح) بقلم .. د.عمر أحمد العلوش

 قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

( المُتَبَجِّح)
صاحبنا هذا ، لايحمل شهادة أكاديمية ولا هو مختص بالإعلام مدعٍ وآهم ، بوق لمجده الواهي ، الزَّين يُجيره لنفسه ، والشِّيْنُ لغيره ، فهو مُزيِّن يُجمل كل فعل يقوم به .
لو سألته في أي قضية أفتى لك ، فهو العارف الكاشف لخفايا الأمور والدهور من خلف سبع بحور ، وهو لايعرف فتحة أذنه من فتحة التنور ، يدعي المجد كله .
يذكرني هذا الرجل بقصة الذبابة التي إختفت تحت ذنب ثور الفلاحة من الصباح للمساء ، وفي طريق عودتها سألتها نحلة :
أين كنتِ ؟ ردت الذبابة : كنا نحرث الأرض ، بكد وجد وعناء ، أما أنت أيتها النحلة لا تعرفين سوى التلهي بين الزهور وتسكرين من الورود ، مملوءة البطن متخمة ثَمِلَة،من حسن أدب النحلةوتأدبها
،حلمها حملها أن تتغافل وتتعامى عن قذارة الرد ، وتسمو بقامتها عن سفاسف القول ودرنه .
صاحبنا هذا لا يعرف كيف تكون لباقة المأكل والمشرب ، يحدثك عن طيب مأكله و يزينه لك ويُجمله ويستفيض ويطنب بالقول والشرح ،حتى تظن نفسك أنك جاهل ، لتكتشف أن ذلك المُزيَّن يأكل معدة وإمعاء ، فهو لايعرف طعم فيه .
ربطة عنقه كحبل بعنق بغل ، يحدثك عن آخر الموضة وآخر ما كان منها وكأنه مصمم أزياء باريسي فذ،يرفع يده ويمتد
بقامته ويشرح عن الإناقة والنقاوة ،
واللباقة واللياقة ، وما أن يرفع يده لتظهر سحابة صفراء تحت أبطه تمطر قذارة على قميصه ، تجعلك في تقزز لدرجة الإستفراغ .
سبحته.. مرة يقول أنها من العقيق، ومرة من العاج وثالثة من الكهرمان ، صادف قوله ذات مجلس وجود خبير بهذاالشأن
،فقال له هذه السبحة تسمى( بعر الماعز) مصنوعة من نواة الزيتون وخيطها يسمى ذنب الفأر،فدخل في سجال معه ماانتهى
ليومنا هذا ، يريد أن يقنعه بأن بعر الماعز في سبحته،أثمن من عاج الخبيروعقيقه.
فزيف إعلامه وتبجحه سرعان ما يذوب ويتلاشى ، كما بعر ماعزه . وتبقى حقيقة اللؤلؤ والمرجان .
د.عمر أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...