الأربعاء، 17 يناير 2024

هل نحن مقتنعون بأن علينا أن نُجدد و نتجدد ؟ د.هاشم عبود الموسوي

 

هل نحن مقتنعون بأن علينا أن نُجدد و نتجدد ؟
د.هاشم عبود الموسوي
– إن تناسل المقدسات بطريقة غير منضبطة، تلبية لحاجات نفسية أو مصالح شخصية، عطّل – هو الآخر- ممارسة النقد، أساس التطور الحضاري والفكري، حتى تعذّر مساءلة أي ظاهرة سلبية، تجنباً لإثارة مشاعر العامة، واضطر من يروم التعبير عن قناعاته أن يلوذ بأقوال العلماء، أو يعتمد أسلوباً ملتوياً يتخلّص به من التهمة والريبة.
– ينبغي التوغّل في أعماق الوعي، بحثاً عن فضائه الذي تشكّل فيه، لاستنقاذه وتجديده، وعلينا مواصلة ضخ المجتمع بثقافة نقدية، تلاحق وعي الفرد، مخافة الإخفاق في إدراك الحقيقة، وبالتالي ينقض على وجوده بنفسه، ويتحول إلى كائن متلقٍ، يفسر الأشياء بطريقة تناغم وضعه النفسي والروحي، فتستريحا له، لكن على حساب مستقبله، ومستقبل الدين، الذي تتوقع الأمة أن يقدّم لها حلولاً لمشاكلها الحياتية.
– إن مسألة التمييز بين الإلهي والبشري، والمقدّس وغير المقدّس راهنا أكثر خطورة، وتحتاج إلى معالجة دقيقة، توقف الخلط المستمر بين الإلهي والبشري والمقدّس وغير المقدّس، وإلّا سيتراجع النمو المعرفي، وسندور في حلقة مغلقة لا تطل على الواقع، بل تقفز فوق مشكلاته وتحدياته. وطالما تسببت هذه المسألة في خلق أجواء متشنجة، يتحول فيها الحوار إلى تراشق بالألفاظ، وتنقلب الفتاوى الشرعية إلى سيوف، يُقطع بها وتين الرأي الآخر.
– نحن بحاجة إلى خطاب ثقافي، يطور وعينا إلى مستوى القبول بالرأي الآخر، والسماح بمراجعة الأفكار والمفاهيم.
– إن اخفاق الوعي سيضع المجتمع في زاوية التراجع الحضاري، واللجوء إلى حلول غير واقعية، أو الهروب عنها إلى عالم آخر، نتسلى به عن مشكلاتنا الحقيقية، أو ننشغل عنها بأخرى، تنتمي إلى ظروف مغايرة لا تؤثر ايجاباً في حل أزماتنا الراهنة. فالوعي هو عنصر الحياة في المجتمع، وأداة التغيير نحو مستقبل طَموح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...