مسؤول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يتجدد موعدنا مع سلسلة:
أسماء_الله_الحسنى"
الرحمن
الرَّحْمَنُ اسم يختص بالله ولا يجوز إطلاقه في حق غيره، والرَّحْمَنُ سبحانه هو المتصف بالرحمة العامة الشاملة حيث خلق عباده ورزقهم ، وهداهم سبلهم ، وأمهلهم فيما خولهم، واسترعاهم في أرضه، واستأمنهم في ملكه، واستخلفهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا، ومن ثم فإن رحمة الله في الدنيا وسعتهم جميعا فشملت المؤمنين والكافرين .. وهي للمؤمنين في الآخرة. صفة (الرحمة) من الصفات الثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة، وهي صفة كمال لائقة بذاته سبحانه كسائر الصفات، ولما كانت الرحمة التي دل عليها اسمه الرحمن رحمة عامة بالناس أجمعين فإن الله خص هذا الاسم ليقرنه باستوائه على عرشه في جميع المواضع التي وردت في القرآن والسنة، قال تعالى:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)
[طه:5]،
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:«فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ».
والله عز وجل سبقت رحمته غضبه، ولم يجعل في الدنيا إلا جزءا يسيرا من واسع رحمته يتراحم به الناس ويتعاطفون، روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:«جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ»،
وتظهر آثار رحمة الله - عز وجل - في كل ما خلق الله في هذا الكون العريض، وما فيه من المخلوقات الدالة على عظمته سبحانه ورحمته - عز وجل - بهذا الإنسان بتسخيرها له. ومن آثار رحمته سبحانه ما يضعه في قلوب الأمهات من رحمة نحو أولادهن؛ سواء كان ذلك عند الإنسان أو الحيوان. وتتجلى رحمة الله - عز وجل - في إرساله الرسل وإنزاله الكتب هداية للناس وإخراجًا لهم من الظلمات إلى النور؛ وفي شرعه المطهر وأحكامه التي كلها خير ورحمة للخلق، سواء ما يتعلق بهدايتهم وحفظ أديانهم، أو ما يتعلق بحفظ نفوسهم وأبدانهم، أو ما يتعلق بحفظ عقولهم وأفكارهم، أو ما يتعلق بحفظ أعراضهم وأنسابهم وأولادهم، أو ما يتعلق بحفظ أموالهم وممتلكاتهم؛فمن رحمته أنه أنعم عليهم ليشكروا،
ولكن كثيرا منهم جاحدون.
كما تتجلى رحمة الله - عز وجل - في المصائب والمكروهات، التي يقدرها على عباده المؤمنين، فهي وإن كانت مؤذية ومكروهة لكن في أعطافها الرحمة والخير.من_آثار_الإيمان_بهذا_الإسم_الكريم
- عبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى، وعدم اليأس منها، فإن الله - عز وجل - قد وسعت رحمته كل شيء، وهو الذي يغفر الذنوب جميعًا، كما أن الرجاء والنظر إلى رحمة الله الواسعة وآثارها يثمر الأمل في النفوس المكروبة، وحسن الظن بالله تعالى، وانتظار الفرج بعد الشدة، ومغفرة الذنوب. - اتصاف العبد بالرحمة وبذلها لعباد الله تبارك وتعالىوأعظم الرحمة بالناس هدايتهم إلى التوحيد، وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم - عز وجل - ، ثم الرحمة بهم في أنفسهم، وأعراضهم، وعقولهم، وأموالهم، ودفع الظلم عنهم، وتفريج كروبهم.
*- ومن أعظم ما تستجلب به رحمة الله تعالى تقوى الله وتدبر القرآن والرحمة بالناس وكذلك الإستغفار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق