الاثنين، 18 أبريل 2022

وميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 

يوميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
=============
((( فطار جماعي ادعوا للي عامل الكوماج - كنافة الحاجة هندية - صلاة التراويح - هى الطبلة خبطتت - أرفع الماء )))
في البداية كل عام وحضراتكم بخير و سلام مع شهر رمضان المعظم ٠
مازال حديثنا موصولا مع بعض حلقات من يوميات رمضان أيام زمان نسردها لكم من واقع رحاب قريتنا الحبيبة أبو سكين ٠٠٠ !!٠
* فطار جماعي ادعو للي عامل الكوماج :
===============كان زمان بنفطر يوم العيد امام بيت آخر واحد متوفي حديثا في القرية ، وإذا لم يكن نفطر أمام جامع القرية مع بعض ٠٠
و عندما أراد البعض يعزم بعضه عزومة خاصة ٠٠
فوقفت في المسجد ومعي بعض الأهل بعد صلاة العصر في رمضان و قلت توجد فكرة عندنا ممكن نفطر كلنا جميعا مع بعض في المسجد و الذي عنده فضل يتفضل به من طعام أو مال مساهمة فطار متواضع الهدف منه نجتمع سويا فرصة لا تتكرر وقد حدث بفضل الله تعالى ٠
فأشرت على عمي الحاج إبراهيم الدهراوي و عمي الحاج محمد أبو حميده و عمي الريس شحت و الشيخ إبراهيم أبو حسين و عمي الحاج محمد أبو سعد وغيرهم و رحبوا بالفكرة الجميلة الخالصة ٠
و قال عمي محمد أبو سعد - وهو طباخ مشهور - نحن نتبرع بالطباخة وكلف ولده سعد و عبد الله بالمهمة ٠
و كل من أراد أن يأتي بشيء فليفعل وتم تجهيز كل الطلبات ٠٠
و بقيت مشكلة العيش هل نجمعها من البيوت أو نشتريها من الحامول ٠
فقال عمي الحاج إبراهيم الدهراوي :
و أنا علىَّ أعمل لكم الكماج باللبن و السمن و الدقيق الأبيض ٠
و قد تم وفطرنا جميعا رجال و شباب و أطفال
والنساء ارسلت عصائر وحلويات مصنوعة بالبيت في بساطة وحب ومبادرة كريمة ٠٠
و كان عمي ابراهيم الدهراوي يوزع مناب وكوم اللحمة داخل الكماج ، و ذلك قبل اكتشاف الورق الألومنيوم الحراري ، فكنا نضحك و نقول هذه الكوماجة فارغة ليس بها لحمة فيرسل غيرها و يقول :
يا ولاد خير ربنا كتير كلوا بس و كنا فرحنيين من هذه التجربة يوم في رمضان ٠٠
و ما كان مني إلا أنني وقفت في المائدة وقلت بعفوية :
( ادعوا للي عامل الكماج ٠٠ )
فضحك الحضور ودعوا فعلا للجميع ٠
فرد عمي الحاج إبراهيم و أنا كل مرة على ََّ الكوماج ٠
و قال الشيخ إبراهيم أبو حسين: عادة ما تنقطعش ونفحة طيبة ٠
و قد حاول سكان منطقة جامع الطرقة بتقليد يوم الفطار المجمع في العام التالي
- و كانت منطقة الطرقة و المسقى في تنافس مثل الأهلي والزمالك في كل شيء - فتكلف المؤن الأستاذ عوض سكين و أشرف عليها المعلم جميل أبو عسل ولكنهم اشتروا خبزا بدل الكماج ٠٠
و قد عزمونا ، فكنا نغيظ بعض عُزمتنا أحسن من عُزومتكم ٠٠
ونقول لهم فطاركم لا يوجد فيه كماج ٠٠ ونضحك ٠
و مازلنا نتناقل في المناسبات ٠٠
أدعوا للي عامل الكماج ٠
* كنافة عمتك الحاجة هندية :
==============
الكنافة والقطايف بتكون في المدينة فقط و نادر ما أحد ينزل المدينة فالكل يوصيه بأن يشتري كيلو كنافة ٠
ففكرت عمتنا الحاجة هندية في عمل فرن بالطين أمام المسجد عند قنطرة المسقى في منتصف القرية ٠٠
و هو عبارة عن تنور صمعة بالطين عليها صنية و يتم تلقيمه بحامية حزم قش الأرز مثل ربطة الخضار ٠٠
و قد عمل لها عمك توفيق السمكري الذي كان يأتي من الحامول إلى قريتنا كل يوم ثلاثاء لتصليح وابوار الجاز و لمبة الجاز ولحام الصفيح بالقزير حيث نجمع له كل شيء عطلان في البيت ٠٠
فصنع لها كوزا من الصفيح ببزابيز مثل الأصابع تصب به عجين الكنافة ٠
و كانت خيوط الكنافة مثل المكرونة غليظة لكن لها طعم و مدخنة من القش ٠٠
و يتجمع أخواتنا و أمهاتنا عندها من بعد الفطار مباشرة
كل واحدة معها حلة بها خليط الدقيق و عقدة قش تجلس تعملها مثل رُبط الخضار و الفجل و الجرجير توقد بها الفرن عندما يصيبها الدور و كان زحام شديد و لكن لا يوجد وساطة أبدا الكل حسب دوره هو وحظه ٠٠
و الكثير يرجع بدون عمل كنافة حيث يباغته الوقت طبلة عمك ناصر المسحراتي ٠٠
فينصرف الجمع و يولون الأدبار إلى البيت في خناقة وحزن بعد طول انتظار مثل الذي ينتظر النتيجة او عودة المسافر المحمل بالهديا و لكنه يرجع بخف حٌنين يعض الأنامل من الحسرة وعدم تحقيق حلم الكنافة ٠
و كانوا يضعوها في حلة على وابور الجاز و يرشون عليها السمن البلدي و السكر فقط و يتناولوها أكلا بالمعالق ٠٠
قبل أفران البتوجاز والصواني المحشوة بالمكسرات وتقطيعها خُرط وقطع و شوكة ٠٠ هلم جرا ٠
* صلاة التراويح :
=============
كنا نصلي صلاة التراويح عدد بسيط ببضع آيات وبين كل ركعتين يردد سيدنا ورد من الذكر و الدعاء في عجالة منها:
صلاة التراويح أثابكم ٠٠
و بعد كل ركعتين يقول سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ٠
و في منتصف التراويح يقدم معلومة سريعة تفيد الصيام و الصلاة دون استعراض بمثابة ومضة ٠
و يختم القيام بالصلاة و السلام عليك يا خاتم رسل الله
و عند الوتر يقول :
رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين ٠
و يدعوا دعاء جامع معتدل و مختصر في سكون وطمائنينة بعيدا التشدق و السجع ٠
و نجد خلفنا الحاج سامي أبو عوض كل يوم يقدم لنا نفحة كريمة ٠٠ ترامس الشاي والأكواب الزجاجية و شيء من حلويات البيت جزاه الله خيرا ٠
هى الطبلة خبطت :
==============
و يسألون عمك محمد أبو سيد احمد :
كانت الناس تنام نوم عميق حيث لا توجد كهرباء و لا تليفزيون و لا يحزنون ٠
و كان عمي الريس محمد أبو سيد احمد يجلس على المصطبة أمام بيته من الطوب اللبني الني ومعه راديو خشب يستمع محطة القرآن الكريم ٠
فيستيقظ عمي الحاج عطوان و عمك عبد الهادي و عمي الحاج سيد أبو سيف و عمك عبد الجليل بارومة و عمك إسماعيل أبو مساعد و عمك رمضان أبو عيسى وغيرهم كل فترة و يصيحون :
يا ريس محمد الطبلة خبطتت يقول لهم ناموا الساعة عشرة لسه
ولسه بدري على السحور و طبلة عمك ناصر ٠٠
فيناموا ساعة ويصحوا يقول لهم نفس الكلام ٠
و لا سيما في موسم الشتاء و الليل الطويل ٠٠
ثم تستيقظ الناس مع سحور عمك ناصر و ابو السيد كل واحد في ناحيته ٠٠
و يتم توليع الافران البلدي وعمل السحور ٠٠
* ارفع الماء :
=========
حتى يصعد عمك الشيخ إبراهيم أبو حسين و يصيح من فوق المسجد ثلاث مرات ( ارفع الماء ) فيمسك الناس و يستعدون لصلاة الفجر ٠٠
هذه بعض من صفحات و يوميات وذكريات قريتنا الحبيبة أبو سكين نرويها في بساطة و تلقائية لتلك الأجيال ليعرفون أساليب الحياة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...