... رَقْـصَةُ البَـجَـعِ ...
مَـررْتُ فـي دارِكـمْ يا بَـسْمةَ الوَجَـعِ
فمـالَ كُلُّ الّذيْ حُـبًّا يَـمـيلُ مَـعِـيْ
ولا زَلازِلَ إلّا أنَّـهـا شَـــــــــعَـرَتْ
بِمَـنْ لهُ كَـلَـفٌ في رَقْـصَةِ البَـجَـعِ
يَـدقُّ قـلـبٌ لـهُ قَبـلَ الحِـمـى أمـلًا
بِطَلْـعةِ البَـدرِ لا مِـنْ شِـدَّةِ الوَرَعِ
ولـسـتِ فـيهـا ولا الشُّـبّاكُ مُبْـتَسِمٌ
ولا الرِّيـاحُ تَـنَـدَّتْ والأَصِيـصُ يَـعِيْ
لَكِـنَّ مُهـجَـتَـهُ مِـنْ كُـثْـرِ ما دَنِـفَـتْ
كـانَـتْ لِخَـطوتِـهِ المَـيْـلاءِ فـي تَـبَـعِ
ولا يَـرُفُّ سِـوى في حَـيِّكُمْ طَـرَبًا
ولا يَـصُـفُّ لـهُ رِيــشٌ بِـلا وَلَـعِ
ولـيـسَ إلّا عـلى يـاقـوتِ غَـمَـزَتِـهـا
يَـنهـارُ جـانِـحُهُ والسَّــبْـعُ لم تَّـسَـعِ
تـنْدى لهُ رِئـةٌ مِثْـلَ الطُّـيـورِ هَـفَـتْ
على الشَّـبابِـيـكِ مِنْ راءٍ ومُـسْتـمِـعِ
وكُلُّـنـا يَجـمـعُ الألـحانَ يَحـفَـظُـهـا
عَـلَّ الذيْ فَـرَّ للـوادِيْ بِـمُـرتَـجِـعِ
ومَـنْ تـوالى مـعيْ جُـورِيَّـةٌ سَـكِـرَتْ
فَفَـتَّحَتْ بُرعُـمًا مِثْلِيْ على السَّـمَعِ
وعَربَــشَ الفُـلُّ والحَـيْطـانُ تَـنْهَـرُنـا
والياسَـمِيـنُ انـتَحى بابًا على طَمَعِ
يا ليتَـهُـمْ كَـبِـروا مِـثْليْ وما كَـبِـرتْ
صَفصافةٌ هَجَعَتْ سكرى على وجَعي
أو لَيـتَ جَوقَـتَنا ظَلَّـتْ كَما دُهِــشَـتْ
وخُـطـوةُ الدَّهـرِ لم تَـبْـرحْ بِمُـرتَـبَعِ
فَـزِعـتُ للـفُلِّ مِـمّـا كُـنْـتُ أشـهـدُهُ
يَغـارُ مِنْ شَـفَـقٍ في خَـدِّكِ الفَـزِعِ
فـما انـتَـصَـرتُ بـهِ لَـونًا ورائـحـةً
لِـما تَـجَـلَّى بِـهِ مِـنْ كُلِّ مُرتَـفِـعِ
وَتْـرًا .. ويَسـكُـبُـها مِنْ رَيِّـقٍ عَـطِـرٍ
شَفْـعًا .. ويرضَعُها مِنْ أبدَعِ البِـدَعِ
وعُـدّتُ ذاكِـرَةً لِـلَّـوزِ فـانـتـشــرَتْ
رِيـحُ القَمـيصِ الذي ما كانَ مُرتَدِعيْ
ومـا رأيْـتُ كـمـا دُنـيـا لَـهـا تَـبَـعًا
وما رَجَعتُ سِوى بالقلبِ مُنْـخَلِـعِ
الشاعر حسن علي المرعي
٢٠١٨/٥/١٠م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق