السلام عليكم
أي إنسان مهما بلغ من الخلق والطيبة والتسامح يملك طاقة محدودة من الصبر والتحمل ،قد يسعدك لفترة تسامحه وتغافله عن الكثير من الأمور ،والتي بكل تأكيد تكون بسبب أنه مازال يحمل لك الكثير من المحبة والود، ولكن إن تماديت في الضغط عليه ،وتحميله ما لا يطيق ،تأكد وأحذر إنك ستبحث يوما عنه ،وستجده أيضا ببشاشته وطيب خلقه إلا إنه يتحاشاك بأدب .
وهذا سيكون رده علي كل ماحملته إياه ،هذا هو رد الطيبين اللذين يتحملون أكثر من العادي ،ويصبرون لأقسي درجة من أجل المحبة والعشرة والذكريات الطيبة .
تأكد أن كل إنسان مهما بلغت طيبته وطيب أصله ومعدنه في مرحلة ما سيبتعد
عن اي شخص يشعر أنه يستغل طيبته وإهتمامه ورغبته الدائمة في مساعدة من حوله.للاسف بعض الناس يطلبون المساعدة من شخص طيب أو يبادر هو بفعل شئ من أجلهم بحكم طيبته ،ويعجبهم ذلك فيستمروا في طلب ذلك مرات ومرات ومرات ،ومع الوقت تتكون لديهم عادة الاعتماد علي هؤلاء الطيبين ويقولوا هو طيب لن يرفض ،بل وبعضهم أصبح مع الوقت يعتمد أنه من حقه علي هذا الشخص أن يقوم بمساعدته ،ويغضب ويتهمه بالتقصير في حقهم، إذا لم يساعدهم
في أمر ما ،أو توقف عن أمر ما اعتاد أن يقوم به من أجلهم متطوعا .
وانا أقول لهؤلاء
ان الطيبة ليست ضعفا ،بل منتهي القوة ،الطيبة لا تعني الغباء ،والشخص صاحب القلب الطيب الذي يبادر دائما بكل ما يستطيع فعله لراحة وإسعاد ومساعدة من حوله ،لا ينتظر من وراء ذلك شكر أو تكريم ،ولكنه لا ينتظر أيضا استغلاله أو تحميله بمالا يطيق ،وتحويل الطيبة الي واجب وحق من الحقوق .
الشخص الطيب هو شخص يملك قلب كبير ،يشعر بكل من حوله ،ويصعب عليه كسر خاطر أي شخص يحتاج إليه ،لذلك فهو يتأذي بصورة أكبر عندما يشعر الاستغلال من الشخص الذي كان يعامله بكل طيبه وصدق وحسن نيه ،هو شخص يعلم جيدا أنه لا يعيبه أن يكون طيب بل العيب فيمن لا يقدر هذه الطيبة ويستغل طيبة من حوله ،
فنجده يبتعد عن كل من لا يقدر طيبته،ويتجاهله بكل أدب وهدوء .
العلاقات الطيبة بين الناس ترتكز علي الأخذ والعطاء ،واذا كنت ممن يطلب ويأخذ فقط معتمدا علي طيبة من حولك ،فأنت بذلك تدفع هؤلاء دفعا الي الابتعاد عنك
احتفظوا بالطيبين في حياتكم 
والله يحفظكم
توتو الخميسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق