قصة قصيرة (المثابرة تحية)
ولدت تحية في قرية بعيدة فقيرة واقعة على ترعة كبيرة هي محور حياة أهل القرية والقرية لا يوجد بيها مدارس ولذلك حرمت البنات من تعليم خوفا عليهم من المشوار الطويل لأقرب مدرسة ولاوسيلة للمواصلات إلا الحمار وليس كل أهل القرية أغنياء ليمتلك حمار ولذلك معظم البنات حرمن من التعليم وصار التعليم مقصورا على الأولاد وكبرت تحية لتعرف الحرمان بسبب الفقر في الصباح تقوم يملأ البلاص من مياه الترعة ترى الأولاد وهم ذهبون للمدرسة وعند العصروهي تغسل الأواني تراهم راجعون فتتألم لأنها كانت تريد أن تتعلم ولكنها صارت فلاحة ماهرة تزرع الأرض بالأجرة عند من يريد كافحت تحية من أجل عيش الحياة شبت تحية وكبرت وصارت بعيوني شباب القرية عروسة فذهبت أسرة حمدان إلى اسرتها يطلبون يدها من أبيها الذي وافق على الفور وتم تحديد موعد الزواج بعد جني محصول القطن وتمر الأيام سريعة حتى موعد جني المحصول والكل يعمل على إكتمال شوار العروسة والتجهيز ليوم الزفاف وتحية بنت ست عشر ربيعا لم تعد تفهم إلا نصائح تعليمية من الأم وبعض الوصايا لإرضاء أم حمدان وحمدان ذاته هكذا الحديث اليومي حتى جاء يوم العروس وامتلأت الدار بالأهل والجيران وجاءت سارة المتخصص في تذويق العرائس لتضع على وجهي تلك الألوان المخصصة لتجميل وتعلميني كيف أضع تلك الألوان ومتى عند زوجي لتخبرني أن أمي قد إشترت لي عبلة مكياج منها ففرحت لأني سأقف أمام المرأة وأضع من تلك الألوان وأتقمص دور الزوجة وأتخيل كل كلام من جاء ليخبرني ماذا يحدث في هذه الليلة فابتسم شفتاي فرحة بالحياة الجديدة وفعلا تمر ليلة الفرح بكل سعادة لأذهب للبيت حمدان الذي أعرفه شكلا جيدا ولم أعرفه داخليا فالآن سأعرفه وأعرف خصاله وأعرفه زوجا ويعرفني هو جيدا وتمر الأيام وكل يوم أكتشف إن حمدان هبة من الله فهو نعم الزوج الطيب المحب للعلم فقد كان يقرأ الجورنال يوميا وهذا ما جعل حلمي يراودني بالتعليم ولكن صار عندي ثلاث أولاد فاطمة والحسن والحسين فاطمة تذهب إلى الكتاب لتحفظ القرآن مع الحسن والحسين وهما بالصف الثالث الإبتدائى وستذهب معهما العام القادم إلى المدرسة ولذلك قررت أن أتعلم مع أبنتي فاطمة حتى لا أكون جاهلة وأحقق حلم التعليم الذي راودني كثيرا بالمثابرة وفعلا علمت نفسها وتمضي بالخطى مع أبنتها ثم أحفادها لتقرأ عليهم ما كانت تكتبه من قصص قصيرة للأطفال
الكاتب /إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق