االطريق الي الله
إن الشمس مثلا تفقد كل يوم كذا كيلو غرام ومثلها بقية النجوم فلو كانت هذه الشموس قديمة أزلية فهل يمكن أن تكون في وضعها الحالي أو أنها تكون قد استنفدت وانتهى أمرها والأزل كما رأيناه هو الأزل ونحن لم ننس أن قسما من هذه الطاقة التي تصرفها الشموس يتحول إلى مادة ولكن نسبة التحول إلى غير التحول تبقى ضئيلة كنسبة النجوم إلى الفضاء وكلامنا ليس في جزء من الكون يفقد ويعوض فقد يوجد مثل هذا التوازن أحيانا ولكن كلامنا في الكون كله إذ ما دام الفضاء عظيما فحتما سيضيع قسم كبير من هذه الطاقة ولا يتحول: إلى مادة وما دام هناك شعاع واحد يمكن أن نتصوره لا يصطدم بمادة حتى يعيد تشكله المادي بشكل ما من جديد فإن تصور أزلية الكون القحالي مستحيلة إذ شعاع واحد على مدى الأزل كاف لاستنفاد طاقة الوجود كله أما الكلام بأن الكون كله كان في الأصل طاقة فتحولت إلى مادة وهو الآن مادة يتحول إلى طاقة ومن ثم سيكون مادة وهكذا فالمغالطات فيه واضحة ذلك أن الطاقة كطاقة إنما تظهر إذا وجدت مادة ما تقوم بها فالطاقة تحتاج إلى ذات وبدون ذات تكون أشبه بمعدوم أو بتعبير العلماء القدامى: الطاقة عرض تحتاج إلى جوهر لتظهر فيه فإشعاع الشمس عندما يصادف الأرض مثلا تأخذ ذرات الأرض حرارته وبهذا تصبح ذرات الأرض مشحونة بالطاقة الحرارية ولكن إذا لم يصادف هذا الشعاع مادة فهل سيتحول نفسه إلى ذرة مادية على الأقل لم يقل بهذا أحد حتى الآن وبهذا يتضح بما لا شك فيه أن هذا الكون ليس قديما وأن له بداية وأنه لا يتصور وجوده لولا أن له خالقا هذا الخالق هو ابتدأ خلقه ووجوده بعد إذ لم يكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق