مواطنُ الصَّلاةِ على النبَّيِّ ﷺ:
يُستحبُّ الإكثارُ مِن الصلاةِ على رسولِ اللهِ ﷺ في المواطنِ الآتيةِ:
١ - بعدَ الآذانِ:
- إنَّ الآذانَ مِن شعائرِ الإسلامِ، ومعالمِهِ الظاهِرةِ، وعلاماتهِ البارِزَةِ، فكان مِن تشريفِ اللهِ لنبيِّهِ ﷺ أنْ شُرِعَتْ الصَّلاةُ عليهِ عقِبَه؛ لأنَّها سببٌ لاستحقاقِ الشَّفاعةِ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قال: سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ» (أحمد).
١ - يومُ الجمعةِ:
- عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَعْنِي - بَلِيتَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» (أبو داود وابن ماجه).
٢ - عندَ الدُّعاءِ:
- إذا أرجَى لقبولِهِ فعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَآلِ مُحَمَّدٍ" (الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ).
- عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» (الترمذي، سنده حسن)،
- ولهُ مراتبٌ:
- إحداهَا: أنْ يُصلِّي قبلَ الدعاءِ وبعدَ حمدِ اللهِ فعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى رَجُلًا صَلَّى لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، وَلَمْ يُمَجِّدْهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «عَجِلَ هَذَا» فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى ﷺ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ» (الحاكم).
الثَّانيةُ: أنْ يُصلِّي عليهِ في أوَّلِ الدُّعاءِ وأوسطهِ وآخرهِ فعَنْ جَابِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ ...، فَاجْعَلُونِي فِي وَسَطِ الدُّعَاءِ وَفِي أَوَّلِهِ وَفِي آخِرِهِ» (الطبراني).
٣ - عند كتابةِ اسمهِ ﷺ:
- وقد نصَّ أهلُ العلمِ أنَّه يُستحبُّ أنْ تُكتبَ ﷺ كاملةً دونَ اختصارٍ، وغيرُ لائقٍ بحقِّه ﷺ أنْ تُكتبَ: (ص)، أو (صلم)، أو (صلعم) قال الحافظُ العراقيُّ:
واجتنِبِ الرَّمزَ لها والحَذْفَا
منها صلاةً أو سلامًا تُكفَى
٤ - عندَ إطالةِ المجلسِ، أو اجتماعِ قومٍ وتفرُّقهِم:
- ليكونَ جبرًا لِمَا وقعَ فيهِ مِن الخللِ والذُّنوبِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنِ النَّبِيّ ﷺ قَالَ: مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ اللَّهَ وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ» (أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ).
٥ - عندَ زيارةِ قبرهِ الشَّريفِ ﷺ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ، وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» (الموطأ، وسنده حسن).
٦- عِندَ وُرُودِ وَصْفِهِ أَوْ اسْمِهِ ﷺ فِي القُرْآنِ:
- عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ خَارِجَ الصَّلَاةِ، أَوْ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي صَلَاةِ النَّفْلِ كمن سمع أو قرأ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ وَقَوْلِهُ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾.
- نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّه أكرمُ مسئولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، الَّلهُمَّ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهُ، وَأَنِلْنَا شَفَاعَتَهُ، وَاجْعَلْنَا فِي الجَنَّةِ بِجِوَارِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واجعل بلادنا العربية والإسلامية سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ يا رب العالمين.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
تقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق