حكايات طائشة
الحكاية رقم ( ٢١)
في ذلك اليوم استيقظ كل من في البيت حتى قبل صياح الديك ... والعجيب هناك فرحة ما تلمع من تلك العيون الصغيرة ، وهي تخترق النعاس المتعلقة بقاياه في الاجفان ، والاكثر عجبا ان افطارهم بدأ وانتهى بسرعة وكأنهم يستعجلون الشمس بالبزوغ ،
— لماذا لم تشرق الشمس اليوم ؟؟؟
هشمته هذه الكلمات العابرة ، وهو يرى تلك الوجوه الذاوية مشرقة على غير العادة ، وكأن كل واحد منهم ينتظر دميته اليوم ... اما هو ، فها هو يتوه بين زحمة الكلمات حيث الافكار تجلد رأسه وهو يحاول ترتيب الاولويات وهي كثيرة ازاء ( راتبه) القليل الموعود استلامه اليوم .. الاولويات التي تغرقه في بحور متلاطمة غير مستقرة تهز كل عضو فيه ، وليس بمقدوره السيطرة عليها . بين احلام الاطفال اليوم والاحساس بأن هناك قدم عملاقة تسحقه كل يوم .. وكمن يصحو من غيبوبته سمع زوجته تقول :
— الجهال يريدون عنبا اليوم ...
القى بنفسه خارج البيت مبكرا .. وصورة احد اطفاله يرقص ويغني ( الراتب اليوم ... اليوم الراتب ) ههه ههههه ضحك
ونظر الى السماء فوجدها صافية جدا ، وفي مساحة منها ثمة طيور للجيران تتزاحم ، أُعجب بواحدة منها ، ذلك الطير الفضي اعجبه جدا ، ثم هم اقدامه صوب دائرته لاستلام راتبه ، ويأتي بالعنب الموعود .
وكأنما اصبح جسده كله حاسة واحده راح يتقدم الى الامام كأنه جواد ينحدر نحو انثاه .
الشمس امام عينيه بالضبط تفرغ فيهما بعض الحساسية فحك عينيه ، لم يعد يرى الطيور .. الاان طيرا معدنيا وبشكل مفاجئ ظهر في السماء يزأر ويمزق الاذان صوته
— انها طائرة .. !!!!!
قالها بعض الناس .. ابتعدت قليلا ولكنه تابع سيره باصرار ، و خوف من لا يستلم اليوم راتبه ،
— والعنب ماذا عنه ؟؟
لم يكد يكمل قوله حتى دوى صوت رهيب .. ارتجت الارض ، وقلبه كاد ان يغادره ، ثم تعالى غبار اسود كثيف .. دخان ملئ الارض والسماء .. واصوات مذعورة تعالت :
— صاروخ .. انه صاروخ !!
يبدو ان طائرا فضيا اخر .. قد أثار الخوف .. وملئ الافاق طينا .. وصخورا ، ونارا ..
استوقف الناس بعضهم بعضا .. واشتد الجدال واختلفت الاراء ، في موقع سقوط الصاروخ ، ولكنه بالتأكيد قريبا جدا .. واندلعت اصوات سيارات الاسعاف ، والاطفاء وهي تولول ، وقد علت اصواتها وهي تتجه صوب المكان كما يبدو ، ركض مع الراكضين ، قدماه لاتحملانه الان والقلب بات متأكدا من ان لا راتب اليوم
وقد ضاعت احلام العائلة الكريمة وقد افلست من العنب
— لاعنب اليوم .
الحكاية رقم ( ٢١)
في ذلك اليوم استيقظ كل من في البيت حتى قبل صياح الديك ... والعجيب هناك فرحة ما تلمع من تلك العيون الصغيرة ، وهي تخترق النعاس المتعلقة بقاياه في الاجفان ، والاكثر عجبا ان افطارهم بدأ وانتهى بسرعة وكأنهم يستعجلون الشمس بالبزوغ ،
— لماذا لم تشرق الشمس اليوم ؟؟؟
هشمته هذه الكلمات العابرة ، وهو يرى تلك الوجوه الذاوية مشرقة على غير العادة ، وكأن كل واحد منهم ينتظر دميته اليوم ... اما هو ، فها هو يتوه بين زحمة الكلمات حيث الافكار تجلد رأسه وهو يحاول ترتيب الاولويات وهي كثيرة ازاء ( راتبه) القليل الموعود استلامه اليوم .. الاولويات التي تغرقه في بحور متلاطمة غير مستقرة تهز كل عضو فيه ، وليس بمقدوره السيطرة عليها . بين احلام الاطفال اليوم والاحساس بأن هناك قدم عملاقة تسحقه كل يوم .. وكمن يصحو من غيبوبته سمع زوجته تقول :
— الجهال يريدون عنبا اليوم ...
القى بنفسه خارج البيت مبكرا .. وصورة احد اطفاله يرقص ويغني ( الراتب اليوم ... اليوم الراتب ) ههه ههههه ضحك
ونظر الى السماء فوجدها صافية جدا ، وفي مساحة منها ثمة طيور للجيران تتزاحم ، أُعجب بواحدة منها ، ذلك الطير الفضي اعجبه جدا ، ثم هم اقدامه صوب دائرته لاستلام راتبه ، ويأتي بالعنب الموعود .
وكأنما اصبح جسده كله حاسة واحده راح يتقدم الى الامام كأنه جواد ينحدر نحو انثاه .
الشمس امام عينيه بالضبط تفرغ فيهما بعض الحساسية فحك عينيه ، لم يعد يرى الطيور .. الاان طيرا معدنيا وبشكل مفاجئ ظهر في السماء يزأر ويمزق الاذان صوته
— انها طائرة .. !!!!!
قالها بعض الناس .. ابتعدت قليلا ولكنه تابع سيره باصرار ، و خوف من لا يستلم اليوم راتبه ،
— والعنب ماذا عنه ؟؟
لم يكد يكمل قوله حتى دوى صوت رهيب .. ارتجت الارض ، وقلبه كاد ان يغادره ، ثم تعالى غبار اسود كثيف .. دخان ملئ الارض والسماء .. واصوات مذعورة تعالت :
— صاروخ .. انه صاروخ !!
يبدو ان طائرا فضيا اخر .. قد أثار الخوف .. وملئ الافاق طينا .. وصخورا ، ونارا ..
استوقف الناس بعضهم بعضا .. واشتد الجدال واختلفت الاراء ، في موقع سقوط الصاروخ ، ولكنه بالتأكيد قريبا جدا .. واندلعت اصوات سيارات الاسعاف ، والاطفاء وهي تولول ، وقد علت اصواتها وهي تتجه صوب المكان كما يبدو ، ركض مع الراكضين ، قدماه لاتحملانه الان والقلب بات متأكدا من ان لا راتب اليوم
وقد ضاعت احلام العائلة الكريمة وقد افلست من العنب
— لاعنب اليوم .
(( صباح خلف العتابي ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق