السبت، 19 يناير 2019

بقلمى/ رفعت أبوكريّم (شاعر الصعيد) من سلسلة (احكى يا شهرزاد) {7} بعنوان {كما تدين تدان}

بقلمى/ رفعت أبوكريّم (شاعر الصعيد)
من سلسلة (احكى يا شهرزاد) {7}
بعنوان {كما تدين تدان}
*************************
بلغنى أيها الملك الغانم

ومن تُرد عنده المظالم
أنه فى غابر الزمان الغاشم
أن رجلاً ذو لحيةٍ وشارب
عفى لحيته ليس تديّناً
بل كان فى نفسه مآرب
كليح الوجه ولدغه كالعقارب
لا يعرف للأبوة حقا
والحياء من وجهه هارب
بلغ أبوه من الكبر عتيّا
وأصبح هو رجلاً فتيّا
ناداه أبوه ذات يوم
وكان ذلك فى حضرة القوم
وطلب منه قدح ماء
ليلبى نداء رب السماء
فتعالى الإبن على أبيه
وأخذ يكيل بملء فيه
بأخس السباب على أبيه
تضاحك القوم الللئام
فنزف القلب من وقع السهام
فتساءل الأب !!!!!!!
أين ذهب الاحترام....؟
ليس هذا ما يرام
لم أطلب منه الكثير
أنسىَ إذ كان صغير
أطعمته ,كسوته, علمته
وأنمته على فرشٍ وثير
اشتاط الإبن وزاد الغضب
نهر أباه ..علامَ العطَب ؟
وأخذ يضرب كفّاً بكف
وكأنّ عقل أبيه قد خف
وأخذ يصول حول الناس يلتف
وأراد أن يرى الناس فتوّته
فشمّر عن ساعديه
وبكل قوّته
لطم أباه بخمسته
هنالك
حيث كان يوم الجمعة
سبقت الكف الدمعة
واحترق وجد أبيه
على ما جرى فيه
ورفع يديه الى السماء
متعلّقاً بحبل الرجاء
ابنى ضيّع هيبتى
لم يرحم منى شيبتى
ضاع وقارى وسمعتى
وأحرقت جفنى دمعتى
ليتنى متُّ ولم أرى
ترى الناس إهانتى
بكف ابنى وعزوتى
ودارت الأيام......
تزوج الرجل ذو المآرب
صاحب اللحية والشارب
لم يألفه صديق
ولا يعرف لله طريق
فعجّ صدره بالضيق
سنوات بلا ولد
ليكون له السند
راح يتحلّى بالجَلد
وذات يومٍ قد خلد
الى راحةٍ لم يذق طعمها
فأيقظوه وبشّروه
ها قد جاك الولد
فاغتبط بالسرور
وغطّى محياه النور
وكبر الولد وترعرع
وهو بجماله يتمتّع
وذات يوم .....
لما اشتد من الابن الساعد
وصدحت بالأذان المساجد
حى على الصلاه
حى على الفلاح
لبس الابن أحسن الثياب
وتعاتب مع أبيه بالباب
ماذا فعلت بأبيك؟
ترى ! إن فعلته بك
هل هذا سيرضيك؟
وفى داخل المسجد
رمقه ابنه بنظرةٍ تُرعِد
وقضيت الصلاه
وظن الأب
أن الموقف مر بنجاح
وفجأة !
تعالى الصياح
صياح ,صياح ,صياح
وأمام أعين الناس
تجرد ابنه من الاحساس
وشمّر عن ساعده
ولطم أباه بخمسته
ليذكّر أباه بفعلته
ويسقيه نفس الكاس
فهمّ الناس لضربه
على جريرة فعله
هنالك صرخ الرجل
لا تضربوه أحبّتى
فذاك يوم فجيعتى
أنا ما زرعت اليوم أحصد
هذا جزاء صنيعتى
فى مثل هذا اليوم يوما
لطمت أبى بخمستى
فكما تدين تدان
وكما تهين تُهان
كم فى الزمان من العبر
ألا ليت....
من يستفيد ويعتبر
****************
رفعت أبوكريّم (شاعر الصعيد )

جميع الحقوق محفوظة
19/1/2019

التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...