الاثنين، 23 يوليو 2018

ابوه شهيد .. بقلم ..ناريمان معتوق

مدينتي الفاضلة وابوابها الاثنا عشر
في مدينتي الفاضلة وعندما تحاول ان تأتي اليها
تقف عند مدخلها فترى اثنا عشر باباً
حين تدخل في بابها الاول ترى
باب اسمه
باب الحب
وعنما تكمل السير ترى
باب التسامح
باب الامانة
باب العطف
باب الحرية
باب الكرامة
باب الكفاح
باب الصبر
باب التواضع
باب الأمل
باب لجميع الحوائج
وعندما تكمل الطريق ترى
باب خلود النفس البشرية الى خالقها
هنا ترى شهيد كتب بالدم والكفاح طريقه
وهناك طفل قتل بغدر عناقيد الغضب
وهنا ترى رجل وامرأة ماتا بعد كفاح مع المرض
دام سنين وسنين
في مدينتي
ارى السيارات قرب النادي الحسيني
وصوت قارئ يقول
(لعن الله امة قتلتك)
آه والف آه...
وهنا في مدينتي رجل يسير بخطى
متثاقلة اسمه علي
اتحدث اليه ادنو منه لا اخافه
اصبح وجهي معرف لدية يألفه
بعدها ارى صورة تعلو الحائط
وفيها رسم شخص مبتسم جميل المحيا
هادئ في ملامحه وكتب تحتها
شهيد الوطن
فعظم الله اجوركم جميعاً
وهنا وهناك ترى اطفالاً يلعبون
يأتون من كل مكان
يبتسمون للحياة رغم مآسيها
لكن هناك ارى عند زاوية الطريق
طفل يائس حزين
خلف نظراته حزن وعدم قناعة
خلف نظراته يأس وعدم استسلام
اقترب منه يبتعد عني بعض الخطى
يرسم نصف ابتسامة
على وجهه
يخبئ الكثير اضع يدي على رأسه
يحتضن الألم
ويسكت ما به ياترى
سألت وبي حزن يعتصر قلبي لما أرى
فجاوبني من كان معي فقالوا
هذا طفل يتيم
ابوه شهيد
قتل في الحرب
الضروس فيُتم
اسفر عن فقده اباه
حاولت لملمة افكاري
فاذابشخص يتجه نحوه بخطى واثقة
يركض الطفل
فهو... كافل اليتيم
نظر الطفل مبتسماً آه...
ما اجمل تلك المشاعر التي يرسمها على وجهه
يضمه يقبله
بضحكة تعلو محياه لا تفارقه
اكملت طريقي
وانا اقول سبحان الله خلق كل شيئ واليه تعود الامور
فكم من الأبواب
خلف الستائر المسدلة
ولكن هي في
مدينتي ستبقى شعلة تنير الحق بها
ولن نستسلم

ناريمان معتوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...