عنوان القصيدة: "أنين القصبة"

يا صاحبَ الجلالةِ، يا نورَ المَلَكوتِ
إليكَ أرفعُ حُزني، من قلبٍ مَكَسُورِ النَبْضِ والنبوتِ
في القصبةِ، حيثُ الدموعُ تنهمرُ كالمطرِ
وحيثُ البؤسُ يسكنُ كلَ زاويةٍ وبيتٍ مُحَطَّمِ الصَّدَرِ
نعيشُ في صمتٍ، والأمانُ منعدمُ
نخافُ في منازلِنا، لا نستطيعُ النومَ، الأمانُ مُغْتَصِبُ
صغارُنا في المدارسِ، خوفٌ في العيونِ، والدموعُ جاريةٌ
وشيوخُنا في المساجدِ، يتلونَ القرآنَ بقلوبٍ واجفةٍ ودموعٍ باكيةٍ
ما عادَ الليلُ مسكناً، ولا النهارُ فرحَ
كلُّ لحظةٍ تمرُّ، تُزيدُ الألمَ جرحاً وجرحَ
أينَ العدالةُ؟ أينَ الحقُّ المصونُ؟
نحتاجُ إلى أمانٍ، لا إلى وعودٍ تخونُ
نرى الفسادَ يتسربُ في كلِّ زاويةٍ، كالثعبانِ
والمصلحةُ الخاصةُ تسبقُ العامةَ، تُبْتَاعُ الأوطانِ
أينَ المالُ العامُ؟ أينَ المشاريعُ المرسومةُ؟
هل تُسلبُ حقوقُنا؟ أم تُستباحُ في السرِّ، مجهولةٌ؟
نحتاجُ إلى نورٍ، في ليلِنا الطويلِ
نحتاجُ إلى صوتِ الحقِّ، كي يشفي الغليلَ
فالأمنُ ليسَ غيابَ الخوفِ فحسبُ
بل شعورُنا بالثقةِ، في كُلِّ دربٍ ودربٍ
يا صاحبَ الجلالةِ، أملنا فيكَ كبيرُ
تدخلْ بسرعةٍ، فالألمُ لم يَعُدْ يُطيرُ
اجعلْ القصبةَ تنبضُ بالأمانِ من جديدِ
وأعِدْ لنا الحياةَ، واجعلْنا مثلَ الورودِ نَفْتِدِ
هذهِ صرختُنا، من قلبِ القصبةِ المكلومِ
نرجوكَ، لا تتركْنا، نَغْرَقُ في الظلامِ والهمومِ
كلُّ يومٍ يَمُرُّ، يَزيدُ من الألمِ
كلُّ لحظةٍ تَمُرُّ، تُحَوِّلُ القلبَ إلى جُحيمِ اللَّهَبِ
أملُنا فيك، بعدَ اللهِ والرجاءِ
فيا صاحبَ الجلالةِ، أنقذْنَا من الدَّاءِ
بقلبي النابضِ، برعشةِ يديّ
أكتبُ إليكَ، من ألمِ القصبةِ النَّديّ
فَلَتُصْغِ إلى هذا الأنينِ، وهذا البكاءِ
واجعلْنا نشعرُ بالأمانِ، كَمَا كُنا في رَوْنَقِ الرخاءِ
بقلم عزيز بلغازي، زناتي الأصلِ
نرفعُ الصوتَ، علّهُ يلقى من ينصفُ ويُصَلِّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق