*أرجَـلُ امـرأة* 

شعر
*اديب قاسم*
[ إنني في زمَنٍ ضاعت
فيه الرجولة ]

في اليمن
كما عند ( زنُّوبْيا ) بـ ( تَدمُرَ ) "¹"
انتِ أرجَلُ من الرجالِ
يامْرأة
بين
( رجُلْ ) و ( امْرَأة )
من ( المرأة )
كان بالأصل مصدرْ
( المروءة ..)
يشهدُ التاريخُ عند من
في عزمِهِ ..
أن يقرأَ
مروءَتُكِ ..
انَّ أشباهَ الرجالِ في عصرنا
فقَدوا المروءةَ
فقدوا الرجولة في مواقفهم
وفي صنائعهِم
فكنتِ الأجُرَأَ
هاهُنا
أعنيكِ " بلقيسَ "
متى حْكِّمتْ امرأة
دانت لها الدنيا
بنبيٍّ وبأشجعِ وأحكمِ
من رأى
وأعنيكِ " أروى "
المُسلِمَةَ ..
المؤمنة
وهل غيركما أرجلَُ من الرجال
أن رأيتما الشرَّ في صنعاء استفحل
وبغيرها الخيرُ
استمرَأَ "²"
فحملتِ ..
سجادة الصلاة
إلى ( الجِنَد )
المجنَّدةِ بحُزَم الضياء
إذ رأيتِيها
الأمرَأََ "³"
وعند كشف النقاب
عن الحقائق
في السياسة والرئاسة
كنتما بلقيسُ وأروى
أحسنَ مَن للرؤى ..
استقرَأَ
ففي الأميين
( ألروَيبَضات )
وقد زاحموا عصرنا
بـ هجا الحروفِ لُثغةً وتأتأهْ
كنتما الأقرَأََ "⁴"
فإذا ..
ما غدت الرجولةُ
خنوعةً وذُلَّ أعجازِ نخل
لملكٍ وأميرٍ…
تنحني
كنتِ بالعز يا بِلقيسَ
ويا أروى
أرجلَ
امرأة
____________
"¹" زنُّوبيا ملكة تدمْر المرأة المشهورة بجمالها وإقدامها وذكائها والتي تحدَّت روما وانتصرت عليها ، وتمكنت هي وزوجها أذَينة الذي شاركته في وصع سياسة مُلكِه إبان حياته ثم تولت الحكم بعد وفاته وقت كان ابنها وهْبْ صغيرا ، وتمكنت من السيطرة على معظم سوريا وبسط سلطانها على الدولة الرومانية الشرقية . عرفها العرب باسم زينب كما زعم الطبري أنها كانت من عماليق العرب .. وكانت لرجاحتها في الحكم قد شبَّهت نفسها بكليوباترا .
"²" اقامتا عاصمتي سلطانهما خارجَ صنعاء محطَّ بُنيانٍ حضاري .
"³" ألأمرأ : الأطيبَ ، الأنفع .
"⁴" الأقرأَ : الأكثرَ والأجودَ والأعمقَ قراءة ودراية بأمور الحياة ، وبه يُكنى المتنور _ المتعلم والمثقف .. غيرَ ما نرى اليوم من رويبضات وهم من قال فيهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عندما سُئلَ وما الرويبضة ؟ في قوله عن زمنٍ آت يظهر فيه الرويبضة ويتولَّ امورَ العامة… ! فقال : ألتافه من الناس .


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق